الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر مش عزبة أبوكم !


شدتني عبارة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حضوره جلسات الدورة الثانية للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة وهي" مصر مش عزبة حد ، لا عزبة رئيس ولا رئيس وزراء ولا وزير ، مصر بتاعة المصريين ، محدش يقدر يعمل كدة.

اللي هاياخد حاجة منكم مش هاياخدها مني أنا ، ها ياخدها منكم بضعفكم وتمزقكم واختلافكم مع بعضكم البعض، فتضعف مصر فيسهل النيل منها " ، وفي الحقيقة عندما تصدر هذه العبارة لأول مرة من رئيس مصري ، فهذا يعد تطورا نوعيا أو خطوة من الخطوات التي تقطعها مصر نحو التغيير للأفضل، فكلام الرئيس يضع الرئيس نفسه وكل مسئول في الدولة تحت المراقبة والمساءلة والمحاسبة الشعبية في حالة التفريط في حقوق المصريين أو في حالة استباحة الدولة المصرية الغنية بمواردها الطبيعية العبقرية ومواردها البشرية عبر سياسات وقرارات وتشريعات تخدم مصالح الكبار والمحتكرين ولا تخدم مصالح المصريين جميعا.

كما أن كلام الرئيس يؤكد على أن مصر الجديدة التي يريدها المصريون ليست عزبة لرئيس أو وزير وليست تكية لكل مسئول فاسد تسول له نفسه الأمارة بالسوء أن يغرف من مال الشعب ويمص دماءه ويستبيح وينهب موارده وثرواته وأرضه بلا رقيب ، أو يتخيل أنه سيد للشعب وليس خادما له ، والسؤال هنا : هل فعلا بعد ثورتين عظيمتين ثار فيهما المصريون ضد الفساد والاستبداد والقمع والطغيان ما زالت مصر تكية وعزبة ؟؟ والحق أقول وبدون مبالغة أن سياسة حكومة شريف إسماعيل ما زالت تتعامل مع المصريين وخاصة الفقراء والمعدمين بأسلوب الإدارة بالتكية والعزبة بل والشللية إذا جاز لنا التعبير.

فلأول مرة نرى حكومة من المفترض أنها خادمة للشعب تطحن الفقراء والمعدمين وتنحاز للإمبراطوريات الاقتصادية، وتنبطح لإملاءات صندوق النقد الدولي على حساب فقراء شعبنا ، وتترك الأسواق بلا ضابط ، ويدها مرتعشة في سن تشريعات تسرع من إجراءات العدالة الناجزة والقصاص من قتلة شهدائنا من أبناء الجيش والشرطة والمدنيين العزل في جرائم إرهابية موثقة صوتا وصورة . لأول مرة نرى حكومة تفرد عضلاتها على البرلمان وتمرر قوانين بالقوة دون إرادته ، وتتغول على سلطاته ودوره الأساسي ، كما رأيناها لاول مرة تتسارع في التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية وتستميت هي وأبواقها الإعلامية في إثبات ملكية المملكة العربية السعودية الشقيقة لجزيرتي تيران وصنافير اكثر مما تدافع عنها السعودية نفسها ، ومع أن الرئيس السيسي في حواره مع الشباب في مؤتمر الشباب بالإسماعيلية أكد أن القضاء هو الفيصل في موضوع الجزيرتين وأن احكام القضاء لها احترامها نجد هذه الحكومة تتحدى الرئيس وتحيل الاتفاقية للبرلمان .

للأسف الشديد لقد حولت هذه الحكومة عددا كبيرا من نواب البرلمان من دوره الرقابي والتشريعي إلى مجرد بصمجية لها ينفذون قراراتها وكأنها ماسكة عليهم ذلة ! .. هل هذا يليق بدولة بحجم مصر بعد ثورتين ؟! وإنني أشير على الرئيس بسرعة إقالة هذه الحكومة ومحاكمة المتقاعسين فيها ومحاسبتهم حسابا عسيرا  قبل فوات الأوان مع تشكيل حكومة جديدة بصلاحيات حقيقية وليست منزوعة الصلاحيات وتغيير منظومة السياسات القديمة ، لان وجود هذه الحكومة خاصة ان الإنتخابات الرئاسية قد اقتربت، سيضرب شعبية الرئيس في مقتل ، وأقولها نصيحة خالصة لأجل الله والوطن أن وجود هذه الحكومة سيقلل من فرص فوز الرئيس السيسي في الانتخابات المقبلة لانه لو استمرت على هذا النحو من استهداف الفقراء والمعدمين ستجعل الناخبين يصوتون بشكل سلبي وانتقامي ضد الرئيس السيسي في حالة ترشحه للرئاسة فترة ثانية.

هل يعلم الرئيس السيسي أن هناك مصريين باعوا أولادهم واعضاءهم وهناك من انحرفوا وأسر بتشحت وتلعن يومها بسبب سياسات هذه الحكومة التي تتفنن يوميا هي وابواقها بالبرلمان في سن تشريعات للجباية من هذا الشعب الذي هو البطل الحقيقي الذي يتحمل كل لحظة ويموت نفسيا كل يوم بسبب هذه الحكومة وسياساتها ؟ الشعب يريد ان يعلم من هذه الحكومة حجم مواردنا من المناجم التي وصلت إلى 240 منجم ذهب ولا يعرف أحد عنها شيئا ، وحجم خريطة التعدين في مصر ، وخريطة الآثار وناتج المشروعات الجديدة التي يتسارع الرئيس السيسي لتحقيقها لأجل تحسين حالة المواطنين ؟ .

نريد ان نعرف لماذا بعض الفاسدين يعيثون فسادا للآن في قوت الشعب ومقدراته مع تقديرنا للدور الكبير الذي يقوم به جهاز الرقابة الإدارية في ملاحقة الفاسدين ، الشعب المصري يريد أن يشعر أنه ليس في عزبة أو تكية تديرها الحكومة لمصالحها ومصالح الكبار ؟ فهذه الحكومة تعمل ضد الشعب وضد توجهات الرئيس وإن استمرت على هذا النحو دون إقالة ومحاسبة ستورط الرئيس.

اللهم إني بلغت ، اللهم فاشهد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-