قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

في « تيران » و« صنافير ».. أزمة ثقة


الحيرة أصابت الجميع، وفقدان الثقة بالآخرين طال عيلة القوم، فانتشر التشتت بين عقول البسطاء انتشار النار في الهشيم، حتى أصبحنا نبادر بالتشكيك في كل من حولنا، في تصريح مسئول بالحكومة، أو في رأي عالم جليل، أو حتى في قرار سيادي صدر من نظام الدولة، وقد ظهر هذا جليًا في أزمة جزيرتي «تيران» و«صنافير»، بعد أن وصل الجدل السائد حولهما إلى حد لا يُطاق من الاتهامات.

فإذا اعترضنا وتمسكنا برفضنا لسعودية الجزيرتين كنا من العاقين لآراء العلماء الذين أفتوا بسعوديتهما ، وربما نُتهم بإثارتنا للفتن وتشويه العلاقة الأبدية بين مصر والسعودية، أو نُلقى في غياهب السجون جراء اعتراضنا على حكم محكمة صدر حول هذا الصدد، وإذا باركنا البيعة وأيدنا التصديق على تمرير الاتفاقية المُبرمة بين البلدين، ربما نتهم بالخيانة والتفريط في الأرض والعرض واتهامات أخرى مشابهه لا يتحملها أحد.

وهل يمكن لنظام دولة أؤتمن على مصالح الناس، وبايع الملايين رئيسه من أجل الحفاظ على أمن الوطن وأرضه واستقراره، أن يفرط في حبة رمل واحدة من رماله، بالطبع لا أحد يعتقد ذلك، وخاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قائد هذا النظام ذو خلفية عسكرية استخبارتيه، كان على رأس أخطر جهاز عسكري وهو جهاز المخابرات الحربية، وتعامل مع حقائق ووثائق وملفات تاريخية تكشف حقيقة كل شبر من أرض مصر.

ولا أبُالغ إن أجزمت بوجود 70 % بحد أدنى من المواطنين في مصر لم يقرءوا تاريخ هاتين الجزيرتين، وغير مُلمين بالأحداث التي جرت عليهما قديما، ولا أهتم في هذا المقال بتوضيح رأيي حول هذه الأزمة، أو إلى أي الفريقين أنتمي، أكثر من اهتمامي بما وصلت إليه من الشعور بالأسى جراء الانقسام القائم بين أطياف المجتمع حول ملكية الجزيرتين، والاتهامات المتبادلة زورًا وبهتانًا بالتخوين بين المصريين، سواء على مستوى الأشخاص أو على المستوى الدولي.

ولا يمكن لي أن أفُتى - والملايين مثلي - بمصرية الجزيرتين دون أدله، أو أصدق على سعوديتهما إلا بوجود أدله أيضًا، لأنه وببساطة لم أعاصر تاريخهما، لكن علينا أن نمنح الثقة لمن وليناهم أمورنا، لنبتعد عن التخوين والاستقطاب المُهين الذي دب بين أبناء الوطن.