الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على نفسها جنت .. تيريزا ماي


على أهلها جنت براقش .. تنطبق على رئيسة وزراء بريطانيا (تيريزا ماي ) بدعوتها للانتخابات تشريعية مبكرة والتي أجريت يوم 8 يونيو الجاري وكان ذلك إعلان مفاجئ وعكس وقتها رهانا لتعزيز الغالبية البرلمانية التي كانت بحوزتها تمهيدا لخوض مفاوضات البريكست أو الخروج من الاتحاد الأوروبي.. وبالفعل تم حل مجلس العموم في 2 مايو الماضي وبالتالي يشهد 2017 العام الرابع على التوالي التي تجري فيها عملية تصويت حاسم بالنسبة لمستقبل بريطانيا بعد الاستفتاء على استقلال اسكتلندا عام 2014 والانتخابات التشريعية عام 2015 والاستفتاء على بريكست أو الخروج من الاتحاد الأوروبي العام الماضي 2016 .. وكانت الانتخابات المبكرة محاولة من تيريزا ماي لزيادة الدعم لها في المعارك التي ستخوضها خلال مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي (البريسكت) في حين أكد البعض في الاتحاد الأوروبي أن الانتخابات البريطانية المبكرة وايا كان نتائجها لن تغير خطط الدول الـ 27 الأخرى الأعضاء في التكتل الأوروبي إلا أن وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل أعرب عن أمله في ان تحقق الانتخابات التشريعية المبكرة وضوحا أكثر في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.

ورغم رفض تيريزا ماي المتكرر للدعوات من داخل حزبها المحافظ لإجراء انتخابات مبكرة، إلا أنها على مايبدو قررت وقتها الاستفادة من تقدمها على حزب العمال .. حسب استطلاعات الرأي .. وهو ما ثبت عدم صحته عقب ظهور نتائج الانتخابات .. وكانت تيريزا ماي (60 عاما) تولت السلطة خلفا لديفيد كاميرون الذي استقال عقب فوز بريكست في يونيو 2016. وأكدت مرارا أنها لا تشعر بضرورة الحصول على تخويل شخصي -- أو زيادة غالبية المحافظين الضئيلة في مجلس العموم، وأنها ستنتظر حتى موعد الانتخابات المقبل عام 2020.

ولكن مع تحديد 2019 موعدا لانتهاء محادثات بريكست واحتمال أن تمتد بعض الترتيبات الانتقالية إلى ما بعد ذلك التاريخ، قررت ماي أن تحسم المسألة مبكرا.

وبررت قرارها بالقول: لقد توصلت إلى أن الطريقة الوحيدة لضمان الاستقرار والأمن لسنوات مقبلة هو إجراء هذه الانتخابات والحصول على الدعم للقرارات التي يجب أن أتخذها.. وقالت المفوضية الأوروبية أنها ترغب في الانتهاء من محادثات الخروج بحلول اكتوبر 2018 لاتاحة الوقت للمصادفة على الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه. وكانت ماي قد حصلت على دعم البرلمان البريطاني لتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة الشهر الماضي للبدء في عملية البريكست التي تستمر عامين.إلا أن المتشككين والمؤيدين للاتحاد الأوروبي يستعدون لخوض المزيد من المعارك حول تفاصيل المفاوضات وكانت استطلاعات الرأي قد أظهرت قبل الانتخابات تقدم حزب تيريزا ماي المحافظ بنسبة 46 % على حزب العمال 29% ( حزب المعارضة الرئيسي ) بفارق كبير. .. وهو مالم يتحقق في الانتخابات .. وجاءت النتائج الرسمية التي خرجت مخيبة للأمال لتيريزا ماي وحزبها المحافظ حيث خسر الأغلبية المطلقة رغم فوزه ما دفع بزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن إلى مطالبة رئيسة الوزراء بالاستقالة. 

وعليها ينطبق المثل المتكرر ( على أهلها جنت براقش ) بعد خسارة حزب المحافظين للأغلبية المطلقة في البرلمان عقب الانتخابات التشريعية المبكرة التي أسفرت عن بقاء حزب المحافظين في الطليعة الا أنهم خسروا نحو 15 مقعدا بينما فازت المعارضة (حزب العمال) بنحو 30 مقعدا وهو ما يمثل هزيمة شديدة لتيريزا ماي لكونها هي التي دعت لانتخابات تشريعية مبكرة أملا بتعزيز غالبيتها في البرلمان من أجل إطلاق يدها في مفاوضات بريكسيت .. وهو مالم يتحقق لها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-