الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لحكام قطر: اتقوا الله في شعبكم !!


قد تكون هذه هي الفرصة الذهبية لقطر للعدول عن موقفها والعودة لأحضان البيت العربي وقد تكون الأخيرة، إذا ما نفذ صبر الدول الأربع المقاطعة.. فللصبر حدود.. فهم الآن على استعداد للحوار وربما لم يكونوا كذلك بمرور الوقت.. وتحضرني هنا واحدة من "تغريدات" عضو مجلس الوزراء ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، حين قال: "سنمضي بدون قطر".. بمعنى أن قطر إذا لم تتراجع عن مواقفها، فلا حاجة للمسيرة العربية بها.

ما حدث بالأمس، هو فرصة جيدة لقطر ومخرج آمن لها من تعنتها والعودة لأشقائها العرب.

حيث أبدت الدول الأربع المقاطعة لقطر استعدادها للحوار شريطة التزام الدوحة بوقف دعم الإرهاب.. وكذا تنفيذ المطالب الثلاثة عشر.. جاء ذلك في البيان الختامي لوزراء خارجية الدول المقاطعة بعد اجتماعهم في العاصمة البحرينية.

وقالت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في بيان رسمي، إن التدابير التي اتخذتها ضد قطر "تتفق مع القانون الدولي".

وجاء البيان في نهاية لقاء وزراء خارجية الدول الأربع في العاصمة البحرينية المنامة الأحد لبحث الأزمة الخليجية التي قاربت على شهرها الثاني.

ووفقًا للبيان، فإن هذه الدول مستعدة للحوار مع قطر بشرط "وجود رغبة عملية وصادقة في وقف تمويل ودعم الإرهاب".

وحمّل وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، الدوحة مسؤولية أي أضرار تعرض لها المواطن القطري من جراء الأزمة.

وشدد الوزير الإماراتي، في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزراء خارجية الدول الأربع في المنامة، على أن ثمة إجراءات أخرى يمكن اتخاذها ضد قطر.

ومن جانبه، قال خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين التي استضافت الاجتماع، إن موقف الدول الأربع ثابت وموحد، مشددًا على أن على الجانب القطري أن يعبّر عن "رغبة حقيقية بوقف دعمها للإرهاب".

واتهمت الدول الأربع قطر بعرقلة وصول الحجاج القطريين لأداء مناسك الحج، وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في هذا الصدد إن بلاده "ترحب بأداء القطريين للحج مثلهم مثل بقية الحجاج"، متهمًا السلطات القطرية بتسييس هذه القضية.

ونقلت قناة العربية عن الجبير قوله على هامش اجتماع المنامة إن "طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب على المملكة".

ولم يصدر أي رد فعل عن قطر، التي ترفض اتهامات الدول الأربع بدعم الإرهاب.

وتعتبر قطر العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية التي تشمل إغلاق الحدود السعودية معها حصارا يخالف القانون الدولي.

الجدير بالذكر أن الدول الأربع، قد أصدرت الأسبوع الماضي قائمة تضم تسع منظمات وتسعة أفراد، وقالت إن لهم "صلات بالتشدد الإسلامي المرتبط بقطر".

وأغلقت تلك الدول الحدود البرية للدوحة، وأمرت رعايا قطر بالمغادرة، وأغلقت مجالها الجوي وحدودها البحرية أمام الطيران والسفن القطرية.

وطالبت الدول الأربع، قطر، بإنهاء علاقاتها الطويلة مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها حكومات تلك الدول، وليس المجتمع الدولي، "جماعة إرهابية".

كما طلبت الحكومات الأربع من الدوحة أيضا إغلاق قناة الجزيرة، وإغلاق قاعدة تركية عسكرية، وأن تساير السياسة التي تتبعها الرياض في المنطقة تجاه إيران.

وقد رفضت قطر تلك المطالب معتبرة إياها انتهاكًا لسيادتها، ولقيت في ذلك دعما من حليفتها تركيا.

ولا تزال الحكومات الأربع تقاطع قطر منذ 5 يونيو، في أسوأ أزمة دبلوماسية في المنطقة منذ سنوات.

من كل قلبي: إذا حدث لقطر مكروهًا، لا قدر الله، فأول من سيقف إلى جوارها هما السعودية ومصر، والتي شنّت عليهما حربًا ضروس.. فالذين ضربت بهم عرض الحائط، هم فقط القادرين على حمايتها، أما إذا اعتقدت قطر خطئًا أن إيران أو تركيا أو حتى الولايات المتحدة تستطيع حمايتها، فلتعلم أنهم أول من سيديرون ظهورهم لها.. والتاريخ بيننا إذا استمر الحال على ما هو عليه! والسؤال إذن، هل ستمضي قطر في طريقها، أم تستجيب لمطالب أشقائها العرب لعودة المياه لمجاريها؟

لحكام قطر نقول: اتقوا الله في أنفسكم وشعبكم، ولا تكونوا سبب هلاك شعبكم.. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم لعلكم تعقلون.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط