القطار الطائر.. والمايوه الشرعي

ما زلنا في مصر نُجادل حول شرعية ارتداء الـ«مايوه» بالمزارات السياحية، والصين توصلت منذ شهرين تقريبًا إلى اكتشاف جديد لقطار يسير بدون قضبان، يبلغ طوله 30 مترا ويضم ثلاث عربات ويعد جزءا من نظام القطار السريع المطور وهو يجرى على إطارات مطاطية بدلا من القضبان، وفي روسيا صمم مكتب "سوخوي" الروسي للتصاميم طائرة بدون طيار تحت مسمى «باس-62»، تعمل على ارتفاع عالٍ وبترددات منخفضة لمهمة الكشف عن طائرات الشبح الأمريكية، كما أطلقت اليابان منذ 5 أشهر قمرا صناعيا للتجسس على تحركات كوريا الشمالية.

انشغلنا بتفاهات لا تعود علينا بأي نفع، وغاب عنا «العاقل» في إرشادنا عما ضللنا عنه، فالوزارة المعنية بشئون السياحة تركت مشكلاتها المتراكمة، وتجاهلت إطلاق برامجها السياحية داخليًا وخارجيًا للترويج لمعالم وآثار مصر، وراحت تبحث عن آليات إلزام الفنادق السياحية بعدم السماح للمحجبات المرتديات لـ«المايوه الشرعي» بالنزول لحمامات السباحة، دون أن تعي أن الأزمة لا تكمن في ارتداء «مايوه» سواء كان شرعيًا أم غير ذلك، بل في ابتكار علاج جديد للمشكلات الفعلية التي تواجه القطاع، من نقص في الخدمات المقدمة للسياح ومراجعة جودة الفنادق في الأطعمة والمأكولات وأعمال النظافة المقدمة للسياح، والتركيز على برامج حقيقية لجذب المزيد من الأفواج السياحية لزيارة المناطق الأثرية في مصر.

ترك الجدل السائد حول «ملبس» المُترددين على مزاراتنا السياحية سواء من الداخل أو الخارج أمر في غاية الأهمية، خاصة أن هذا التوقيت يواجه القطاع السياحي أزمات بالجملة، إضافة إلى أن السياح المترددين علينا من مختلف الجنسيات والأديان، وقد يكون لهم طقوس خاصة ومختلفة، يمكن أن يمارسوها داخل هذه الأماكن، سواء كانت في ملبس أو في طريقة الاحتفال نفسها، الأمر الذي يحتم علينا إتاحة المجال لممارستها بكل حرية دون تمييز أو تضييق.

الأزمة أكبر من «مايوه»، كما أن الاختلاف أو النقاش حول هذا الصدد بمثابة «فراغ قاتل»، لا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى نتيجة، وكان من الأفضل أن يكون هذا النقاش دائر على سبيل المثال في محور السياسات الاقتصادية التي تحتاج دائمًا إلى تطوير وابتكار، أو في الخروج بأفكار جديدة حول تطوير العملية التعليمية أو منظومة الصحة المتهالكة، أو حتى في آليات مواجهة قضايا الإرهاب والبطالة ومحو الأمية، أو تطوير منظومة السكة الحديد التي تعاني من الإهمال والفساد، وغيرها من الملفات التي تجدر بالاهتمام .