عم صلاح يقطع إجازته ويبيع الفول في عيد اللحمة: «الغلابة هياكلوا إيه!»

عربة فول عمرها أكثر من نصف قرن، تجول بها صاحبها في شوارع شبرا الخيمة خلال عيد الأضحى على غير عادته، حيث اعتاد على إجازة سنوية أسبوع كامل في هذا العيد، وهذه هي المرة الأولى التي يبيع فيها الفول خلال هذه العطلة طوال فترة عمله.
تخطى عمر عربة الفول ستين عامًا، حيث عمل بها الأب في السبعينات ثم ورث المهنة للابن "صلاح" والذي ورثها لابنه العشريني "خالد"، ويعتبر عم صلاح من أشهر بائعي الفول في منطقة شبرا الخيمة، ولكن طيلة فترة العمل كانت الإجازة السنوية له أسبوع كامل في عيد الأضحى، واعتاد عم صلاح (47 عاما) بيع الفول والبليلة طوال العام من السابعة صباحًا حتى الظهر على عربة الفول الخاصة به، والتي تعتبر مجال عمله الوحيد.
ورغم اعتياد كثيرين على تناول الفول على وجبة الإفطار، إلا أنهم يبحثون في الأعياد عن إفطار بديل بسبب غلق المحلات الشعبية والعربات، يقول عم صلاح لـ"صدى البلد": "أبيع فول وبليلة ومن فترة قريبة بتنجان مخلل كمان، والفول بالزيت الحار زباينه كتير والموظفين بيفطروا عندي الصبح قبل ما يروحوا الشغل، وفي رمضان بشتغل بالليل حتى قبل الفجر".
وتابع: "يوجد زبائن للعربة منذ أكثر من نصف قرن، السر في شهرتنا ان في ناس ممكن تجيلنا من اماكن بعيدة وزباين احنا حفظناهم.. نراعي ربنا في كل حاجة عشان الزبون أمننا على نفسه ولو تعب ولا حصله أي حاجة ميبقاش ذنبه في رقبتنا".
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يأخذ فيها أبو خالد، إجازة العيد لمدة يومين فقط، ويبيع الفول في عيد الأضحى المعروف عنه أنه "عيد اللحم"، ويوضح أنه فعل ذلك بسبب ملاحظته لوجود الكثير من الفقراء الذين يعتبرون الفول وجبتهم الوحيدة، خاصة مع غلاء الأسعار الحالية، وقال: "نزلت تالت يوم العيد وفيه ناس كتير اشترت مني غلابة ومبسوطين.. الفول ده مسمار البطن عشان يعرفوا يكملوا اليوم".
لم يقلل عم صلاح من جودة ما يقدمه من طعام بعد إرتفاع الأسعار، وكان الحل تقليل الكمية مضيفا: "أسعار كل حاجة غليت والغاز والزيت والفول..ممكن كنت اشتري حاجة ارخص و بتبقى موجودة و معيوبة بس هيبقى حرام عليا فبقلل الكمية عشان اعوض فرق السعر".