(رجعولي شارعي) .. هالة صدقي والفن وخدمة المجتمع

في مقالات سابقة انتقدت الأداء الحكومي في حل أزمات المرور المتسببة في اختناقات الشوارع والميادين وأن كثيرا ما تلجأ الحكومة إلى حلول مؤقتة منها الكباري العلوية ووصلني أكثر من تعليق عليها ومنها ما أثار بداخلي إحباطا على إحباط .. الزميل والصديق العزيز والصحفي اللامع قبل أن يكون مستشارا لرئيس الوزراء للإعلام أسامة عبد العزيز .. سألني : وما الحل في رأيك ؟ بقدر ما فأجاني السؤال بقدر ما أسعدني الاهتمام بما أكتب وحرص الحكومة على الرد .. وطبعا لا أدعي أنني أملك إجابة نافعة وقاطعة على السؤال سوى تشخيص أعراض المرض وهو الزحمة والتكدس والفوضى في الميادين وشوارع المحروسة والمفجع أكثر أن تكون الفوضى والتكدس وتراكم القمامة في الشوارع الهامة والسياحية مثل شارع الهرم مثلا .

وجاءني بصيص من الأمل بأن هناك حلولا وليست على الحكومة وحدها ورجال المرور ومنع فوضى الميكروباصات والتكاتك وهيئة النظافة وإنما على المجتمع المدني والشخصيات العامة ومنها الفنانون والفنانات، دور كبير جدا في المساهمة بحلول لأزمات الشارع المصري من تكدس مروري وتراكم للقمامة وفوضى لا ترضي أحدا خاصة ونحن في أمس الحاجة إلى السائحين والاستثمارات في السياحة المتوقفة منذ 2011 وحتى الآن لأسباب منها التآمر الخارجي على مصر وخنقها اقتصاديا وأطراف هذا التآمر معروفة للجميع ومنها بالطبع قطر وتركيا والتنظيم الدولي للإخوان .

ولكن على المجتمع المدني والفن والإعلام دور كبير مساعد للحكومة .. وشاهدت تقريرا تليفزيونيا عن مشاكل تراكم القمامة والفوضى على أهم الشوارع السياحية في منطقة الأهرامات وترعة المريوطية ناهيك عن التلوث البيئي للمياه وتعفنها وتراكم أطنان القمامة على ضفاف ترعة المريوطية .. وتأثيرات ذلك السلبية على السياحة خاصة وأن هذا الشارع يؤدي الى منطقة سقارة الأثرية الهامة والسائح عندما يزور منطقة سقارة يقع ناظره على القمامة على مرمى البصر على ضفتي ترعة المريوطية ( والتي كانت قبل عقود فرعا من فروع النيل الجميلة ) ويعود وحتى وهو في الأتوبيس السياحي يقوم بتصوير هذه المشاهدة البشعة وينشرها على السوشيال ميديا وتكون أسوأ دعاية لمصر وأخطر من الإرهاب .. نعم فوضى الشوارع وتكدس القمامة بالقرب من المناطق الأثرية وعدم وجود دورات مياه نظيفة في المناطق السياحية أكثر خطرا على السياحة في مصر من الإرهاب .

نطالب الحكومة بدورها في تنظيف المناطق السياحية والأثرية وضبط الأداء المروري بها .. ولكن علينا وعلى الاعلام وعلى المجتمع المدني والشخصيات العامة والفنانين والفنانات دور هام جدا في إعادة الرونق والانضباط الى الشارع المصري سواء كان سياحيا أو عاديا وأسعدني دعوة تلقيتها على السوشيال ميديا من الصديقة والفنانة الجميلة خفيفة الظل وشديدة الوطنية (هالة صدقي ) للانضمام إلى مبادرة أطلقتها بعنوان (رجعوا لي شارعي) تدعو فيها المواطنين والشخصيات العامة للمشاركة في إعادة الرونق والنظافة والانضباط لأهم شارع سياحي في مصر وهو شارع الهرم التاريخي المؤدي للأهرامات والمناطق الأثرية وجاء في الدعوة على لسان الجميلة هالة صدقي :

( نظرا لحملة أهم شارع في مصر واللي اتكلمنا عنها الأسبوع اللي قبل العيد انتظرت حتى تم جمع مجموعة كبيره جدا للمساهمة من شباب ومن مرشدين سياحيين ومن نوادي الخيول الموجودة بالمنطقة ومن روتاري أكتوبر ومن الجابريه والحقيقة الكل عايز يساهم ويساعد، أما عن آلية العمل هبلغكم بيها الاسبوع ده والحقيقة انا انتظرت لبعد العيد علشان الجميع يكون موجود وَيَا رب نعرف ننجح في التجربة الجميلة دي ونرجع لأجدادنا الشارع النظيف اللي احنا والحكومه طبعا ساهمنا في تخريبه وللي عايز ينضم لينا اهلا وسهلا..
الشعب المصري شعب نظيف مش قذر
الشعب المصري لا يرضي أبدا ان تكون دي واجهته
الشعب المصري مهد الحضارات رافض وبعنف هذا المنظر.. المسئولية لينا جميعا وأخيرا انا مش ساكنة هناك ولا لي أي مصالح هناك والحاجات الوحيدة اللي دفعتني أني مصريه ولا أسمح لحد ابدا يقول اننا شعب قذر..اهلا بالحكومه اللي اكيد محتاجين مساعدتها ..).

أضم صوتي لصوت الفنانة هالة صدقي لإعادة النظافة والانضباط لشارع الهرم رغم أنها ولا أنا من سكان شارع الهرم ولكن الدعوة تأتي من صميم الوطنية والحرص على نفي ودحض ما أصبح يتردد عن أن الشعب المصري لا يحرص على النظافة أو الالتزام أو الانضباط .. وأختم بما قالته هالة صدقي بعفوية شديدة :

- الشعب المصري .. شعب نظيف ومش قذر .. الشعب المصري مهد الحضارات يرفض كل المظاهر السلبية الموجودة للأسف في الشوارع السياحية والعامة ومصر كانت وستظل بإذن الله مهد الحضارات .. والله المستعان.