الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

برشلونة: "فالفيردي" يسير عكس التوقعات.. وكلمة السر دائما "ميسي"

صدى البلد



رغم كل المخاوف التي انتابت جماهير وعشاق فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، قبل بداية الموسم الحالي، وتوقعات النقاد والمحللين بأن يمر الفريق الكتالوني بواحد من أسوأ مواسمه في الفترة الأخيرة، بعد الأزمات التي واجهت البرسا مؤخرا، إلا أن فريق المدرب أرنستو فالفيردي نجح في السير عكس كل التنبؤات، وقدم بداية رائعة لموسمه الجديد حتى الآن.

برشلونة الذي قدم طفرة كروية في العالم، وانتهج أساليب لعب جديدة خلال السنوات العشر الأخيرة، بدأ مستواه يترنح بداية من الموسم الماضي، بعد رحيل لاعب تلو الآخر من لاعبي الجيل الذهبي للفريق الأحمر الأزرق.
"تيكي – تاكا" جملة أصبح جميع متابعي كرة القدم حوال العالم يعرف معناها، عندما تتنقل الكرة بين أقدام نجوم البرسا في السنوات العشر الأخيرة، ولكنها بدأت تختفي من الأذهان مع انطلاق الموسم الماضي، ومع مرور الفريق بالعديد من المشاكل والأزمات الفنية وأيضا الإدارية، بعد الانتقادات الكثيرة التي وجهت إلى رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو.
ففي الموسم الماضي، فشل برشلونة في حصد اللقب الأهم وهو لقب الليجا الإسبانية، وخسره لصالح غريمه التقليدي ريال مدريد، كما ودع الفريق الكتالوني دوري أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي أمام يوفنتوس الإيطالي بالخسارة على ملعب "يوفنتوس أرينا" بثلاثية نظيفة، ثم التعادل في "كامب نو" معقل البرسا بدون أهداف، ليخرج برشلونة من الموسم في النهاية بلقب كأس ملك إسبانيا فقط، الذي حصده بعد الفوز على ديبورتيفو ألافيس في النهائي بنتيجة 3-1.
ومع انتهاء الموسم الماضي، وبدء التحضيرات للموسم الجديد، ومع قدوم مدير فني جديد "إرنستو فالفيردي" بعد استقالة لويس إنريكي، كانت جماهير برشلونة تمني النفس في استعادة الفريق لرونقه وماضيه القريب من خلال عقد صفقات قوية وتدعيم صفوف الفريق، والاستعداد الجيد للموسم، إلا أن الرياح جاءت بما لا يشتهي أبناء كتالونيا.
وقبيل انطلاق الموسم الجاري في إسبانيا، واجه برشلونة أزمات عديدة، أبرزها رحيل النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا عن النادي منتقلا إلى فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، في صفقة أثارت جدلا كبيرا في الأوسط الكروية في العالم كله، نظرا لضخامة المبلغ الذي انتقل به اللاعب البرازيلي إلى فريق العاصمة الفرنسية، وكذلك لفشل إدارة النادي الكتالوني في الاحتفاظ باللاعب الذي يعد أهم فرد في الفريق بعد الأرجنتيني ليونيل ميسي.
ورغم التأكيدات التي كانت تخرج من رئيس برشلونة بارتوميو ومسئولي النادي، وكذلك بعض نجوم الفريق، باستمرار نيمار في قلعة البرسا وإكمال عقده مع النادي بشكل طبيعي وعدم رحيله، إلا أن اللاعب فاجأ الجميع وأكد التقارير الصحفية التي تحدثت في هذا التوقيت عن رغبته في إنهاء مسيرته مع برشلونة، بعدما أخطر ناديه رسميا برغبته في فسخ التعاقد بينهما واستخدام الشرط الجزائي في عقده والمقدر بمبلغ 222 مليون يورو.
وبالفعل نجح النادي الباريسي في عقد صفقة تاريخية لم تحدث من قبل، بالتعاقد مع البرازيلي نيمار مقابل 222 مليون يورو كأغلى لاعب في التاريخ، متسخدما الشرط الجزائي في عقد نجم منتخب السامبا مع البرسا، لتوجه سهام النقد إلى إدارة النادي الإسباني، التي لم تضع شرطا جزائيا يناسب إمكانيات وقدرات اللاعب البرازيلي، وفشلها في إقناعه بالبقاء في نادي إقليم كتالونيا، ليصل الأمر إلى مطالبة جماهير النادي باستقالة الرئيس "بارتوميو".
وتلقى النادي الأسباني، صدمة كبيرة بعد رحيل نيمار المفاجئ، وبدأت الإدارة في تجهيز أوراقها من أجل الدخول بقوة في سوق الانتقالات الصيفية لتعويض رحيل نيمار، والتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين المميزين، خاصة مع انتعاش خزينة النادي بمبلغ انتقال نيمار إلى سان جيرمان.
ووضعت الإدارة الكتالونية، أسماء لامعة على قائمة اللاعبين المرشحين لارتداء قميص البلوجرانا "الأحمر والأزرق"، في الميركاتو الصيفي، أمثال الإيطالي ماركو فيراتي نجم سان جيرمان والأرجنتينيين باولو ديبالا وأنخيل دي ماريا لاعبي يوفنتوس وسان جيرمان، والبرازيلي فيليب كوتينيو نجم ليفربول.
ومع مرور الأيام واقتراب انتهاء الميركاتو، تلقت جماهير برشلونة صدمات أخرى من إدارة النادي، بعدما فشلت في التوصل لاتفاق مع هؤلاء النجوم، لتتبخر أحلام عشاق البلوجرانا في بناء فريق قوي قادر على إعادة إنجازات فريق بيب جوارديولا.
وتعد حالة البرازيلي كوتينيو هي أبرز سقطات إدارة البرسا، بعدما ظل النادي في خط المفاوضات مع نادي ليفربول من أجل استقدام اللاعب حتى الساعات الأخيرة من الميركاتو رغم رفض إدارة النادي الإنجليزي بيع اللاعب، لينتهي الأمر ببقاء كوتينيو في الأنفيلد، وضياع فرصة برشلونة في التعاقد مع لاعب بديل بعد غلق باب الانتقالات.
وخرج برشلونة من سوق الانتقالات بالتعاقد مع لاعبين يرى الكثير أنهم لن يعيدا الفريق إلى سابق عهده، حيث ضم "البرازيلي باولينيو لاعب وسط جوانزو الصيني، والبرتغالي ويلسون سيميدو ظهير أيمن بنفيكا البرتغالي، والفرنسي عثمان ديمبي مهاجم بروسيا دورتموند" الألماني، بالإضافة إلى تفعيل بند إعادة اللاعب جيرارد ديولوفيومن إيفرتون الإنجليزي.
ومع كل هذه الصعوبات، بالإضافة إلى الضربة القوية التي تلقاها الفريق بخسارة لقب السوبر الإسباني أمام ريال مدريد، بعدما سقط ذهابا وإيابا أمام الميرنجي بنتيجة 3-1 في برشلونة، و(2-صفر) في مدريد، توقع الجميع بمرور البرسا بموسم سئ للغاية، إلا أن بداية الفريق الكتالوني في الدوري المحلي وكذلك بدوري الأبطال الأوروبي تقول غير ذلك.
وبعد مرور ثلاث جولات مع عمر الليجا الإسبانية، نجح البرسا في تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية على كل من ريال بيتيس وديبورتيفو ألافيس بثنائية نظيفة، قبل الفوز الكبير مؤخرا على إسبانيول في ديربي إقليم كتالونيا بخمسة أهداف دو رد.
وبانتصاراته الثلاثة، تربع الفريق الكتالوني على صدارة ترتيب جدول الدوري الإسباني مبكرا بفارق الأهداف عن ريال بيتيس الثاني، مستفيدا من سقوط غريمه ريال مدريد في فخ التعادل في آخر مباراتين في الليجا أمام فالنسيا وليفانتي.
ويعود الفضل كالعادة في انتصارات برشلونة الأخيرة، إلى نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي - أفضل لاعب في العالم خمس مرات من قبل – الذي قاد البرسا باقتدار، في غياب أحد أهم اضلاع الفريق الهجومية الموسم الماضي "نيمار".

ميسي تمكن في اللقاءات الثلاثة الأولى للبرسا في الدوري، من تسجيل خمسة اهداف وحده، ليتصدر قائمة هدافي الليجا الإسبانية مبكرا، ولم يتوقف عن تسجيل الأهداف فقط، بل يقوم البرغوث الأرجنتيني بصناعة أهداف آخرى لزملائه في الفريق.
كما نجح برشلونة في الحفاظ على نظافة شباكه في المباريات الثلاث بالليجا، حيث لم تهتز شباك الفريق الكتالوني في مواجهاته أمام ريال بيتيس وألافيس وإسبانيول.
وعلى الصعيد الأوروبي، بدأ برشلونة مبارياته في دور المجموعات، بمواجهة من العيار الثقيل أمام يوفنتوس بطل الدوري الإيطالي والذي أقصى البرسا الموسم الماضي من المسابقة الأوروبية الأبرز.
وعلى ملعب "كامب نو"، نجح برشلونة أول أمس الثلاثاء من الثأر من فريق السيدة العجوز، والفوز عليه عن جدارة واستحقاق بثلاثة أهداف نظيفة حملت توقيع ليونيل ميسي "هدفين" والكرواتي إيفان راكيتيتش.. وكالعادة كان الفضل الأول والأخير في هذا الانتصار العريض للاعب الذي يحمل القميص رقم عشرة "ميسي"، بعدما سجل هدفين، وصنع الهدف الثالث لراكيتيتش، ليحافظ برشلونة كذلك في نظافة شباكه منذ بداية الموسم الحالي.