قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محمد زاهى يكتب: «الحملى» صداقة وذكريات وأطلال قديمة


فى هذا العالم المتناقض الملىء بالدراما التمثيلية، وكثرة الشخصيات والمواقف الدرامية، وتناقض البشر فى التعامل مع الحياة.. قليل حينما تجد الثابت على موقف والواقف بشموخ بعيدا عن الصراعات السياسية والاجتماعية والدينية والمذهبية العنيفة أو حتى اللطيف منها.. لا يشوبه أقل لبس أو تمويه.

لذلك أستأذن القارئ أن أقدم هذا المقال ليكون نموذجا إنسانيا رائعا حينما أتحدث عن إنسان يمتلك مقومات الإنسان الحقيقى، والتى كنت أبحث عنها ولم أصل لدرجة التوازن الإنسانى الحقيقى من خلال بحثى، لدرجة أن فجوة الخطأ والنقصان عندى كانت أكبر بكثير مما أتوقع، فالبشر جميعا بداخلهم نقص ومتناقضات بدرجات متفاوتة لأن الكمال لله وحده، ولكن من يسعى إلى المثالية عن قصد أو دون قصد سيقلل فجوة الخطأ والنقصان بداخله.

والنموذج الذى أضعه بين أيديكم اليوم أحدث زلزالا اجتماعيا فى نفس كل من اقترب منه أو عاش معه، لدرجة أنه كان مصدر إلهام للجميع وواحدا من موحيات المكان والزمان والجو العام للمشهد الذى نعيشه بيأس وتفاؤل وحب وكراهية وسعادة واكتئاب ورفاهية وعناء، ذلك هو صديقى محمد إبراهيم الحملى، صاحب المتناقضات الكثيرة والذكريات الرائعة والحياة البسيطة الغنية بالأحداث والرؤى والتفاصيل المبهرة التى عشناها معا فى بلاط صاحبة الجلالة أو على عتبات الحياة بعيدا عن عناء العمل.

إن صورة محمد الحملى واضحة، إذا دققت فيها لن تظهر على ملامحه دواعى الحيطة والتجمل، فهو الإنسان الذى يعيش مسالما بفطرية شديدة بعيدا عن تفاصيل هذا الزمان المزدحم بالمشاكل والخلافات والحروب والمكائد، مسالما فى علاقاته بأصدقائه وابنه وزوجته وإخوته وأهله وكل من تعامل معه فى قريته قرقشندة التابعة لمحافظة القليوبية، لدرجة أننى لم أجد يوما من اختلف عليه أو حتى انتقده فى شىء، ليس لأنه لا يخطئ ولكن لطيب أخلاقه وترفعه عن العراك أو الخلاف.

إن بُعد "محمد الحملى" عن الخلاف لم يمنعه أن يقف حائط صد للمستغلين الذى يخلفون من ورائهم ضحايا، فنصرة المظلوم وإعطاء كل ذى حق حقه كانت ضمن ما يشغل باله من أجل أن يحقق مثاليته من خلال محاولات الوصول إلى فكرة العدالة الاجتماعية بين الأفراد وإن كان يحققها على نطاق ضيق بقدر استطاعته.

ولقد استطاع محمد الحملى أن يجمع بين كونه صحفيا ناجحا وبين كونه باحثا أكاديميا ناجحا، ولا أتذكر يوما أن الحملى كتب من أجل نفسه ولكنه دائما ما يكتب من أجل المجتمع، ولم يكتب إلا لرسالة يريد أن يوصلها لقرائه، وأحتفظ بمبادئه والقيم التى تربى عليها لتكون عنوانا يضىء الطريق لإنسان قبل أن يكون كاتبا وصحفيا.

ياسادة.. إن الصداقة الحقيقية التى يظهر فيها الإيثار والحب الصادق، وبرغم أن لى أصدقاء كثر إلا أن الشخصية التى كتبت عنها اليوم أعتز بصداقته خارج حدود المنطق، لأنها شخصية أثرت داخلى بشكل مباشر وبشكل غير مباشر فأستفزتنى للكتابة عنها، ولأعلن للعالم كله أن الصديق الحق بألف رجل، وكما قالوا فى الماضى إن الصّداقة الحقيقيّة كالعلاقة بين العين واليد، إذا تألّمت اليد دمعت العين، وإذا دمعت العين مسحتها اليد، فاجعلوا قلوبكم متآلفة واصدقوا فى صداقاتكم وعلاقاتكم الإنسانية.. ودامت صداقتى بود واحترام وحب مع كل أصدقائى.