الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يصارح «الوزير» «الرئيس»؟


بطبيعة الحال يختار الرئيس دائمًا الوزير الذي يراه مناسبًا لوزارته، والذي يفكر خارج الصندوق من أجل التطوير، ويبتكر حلولًا جديدة لمشكلات وزارته، ويستطيع أن ينهض بقطاعاتها ما عجز من قبله عن النهوض به، حتى يرفع في النهاية المعاناة عن كاهل المواطن، ويكون أهلًا للثقة التي منحها الرئيس له، لأن الإصلاح في أي قطاع يراه المجتمع أنه حصيلة اختيار الرئيس ونتيجة لجهده وتوجيهاته..

ولا شك أن الوزير في كل وزارة هو من يعلم تفاصيل التفاصيل بها، وهو الُملم أيضًا بالمشكلات التي يئن منها المواطن، على رأسها تلك التي يواجهها بكثرة في القطاع الصحي، بعد أن أصبحت المستشفيات تعاني تدهورًا شديدًا بسبب سوء الخدمة بها ترتب عليه فسخ العديد من شركات صيانة الأجهزة الطبية عقدها مع بعض المستشفيات بسبب متأخرات مالية، إضافة أن هناك تأخيرًا في عملية توريد المستلزمات الطبية والأدوية إليها ووصول مديونياتها لملايين الجنيهات، مما تسبب في نقص حاد في المستلزمات الطبية بدءا من "السرنجة" وحتى الأجهزة الطبية.

طوابير انتظار إجراء العمليات الجراحية أيضًا طالت إلى مد البصر بسبب تأخر الموافقات الخاصة بقرارات العلاج على نفقة الدولة، وأن الرقابة على الأطباء وأعضاء التمريض بالمستشفيات غابت غياب الشمس إلى غسق الليل، حتى شركات النظافة انهت تعاقدها في العمل داخل بعض المستشفيات الجامعية .

لكن السؤال.. لمن يشكو المريض همومه ومعاناته داخل مستشفيات الحكومة وهناك تجاهل تام لبحث لشكواه من نقص الخدمات، بعد أن غاب الأسلوب الراقي والعلمي في حل المشكلات داخل هذا القطاع الذي يضمن للمريض خصوصية مرضه ويعطي الحق للطبيب الذي أيضًا يتعرض بالطبع إلى ضغوط ومشكلات، إضافة إلى أن هناك عشوائية في اختيار القيادات التي تدير هذه المستشفيات واختيارهم فقط وفقا للتدرج الوظيفي وليس وفقًا للخبرة وفن الإدارة ..

ترك المريض فريسة سهلة تنهشها أنياب تجار وأباطرة مستشفيات القطاع الخاص أمر في غاية الخطورة، خاصة في ظل الأسعار الباهظة التي تفرضها تلك الأماكن كرسوم مقابل خدمة، إضافة إلى عدم التعامل بحسم مع الأطباء الذين يرتكبون أخطاء طبية فادحة ورفع شعار "كتر خيرهم اللي مستحملين"، وأخيرًا وليس بآخر عدم وجود ملامح لنية الانتهاء من منظومة التأمين الصحي للفئات معدومة الدخل ..

ومن هنا أوجه سؤالي بعد أن أوردنا هذا السرد من المشكلات.. هل يصارح الوزير في كل وزارة الرئيس بالمشكلات التي يواجهها قطاعه، لكي تكون هناك توجيهات وإجراءات فورية من الرئيس للانتهاء منها، كما حدث في الكثير من الأزمات، أم أنه يرى أن المصارحة هي مكاشفة لعجزه عن حلها ؟..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط