قصة حلم لم يتمكن «منير مراد» من تحقيقه: ألحاني لا تناسب الست

موهبة فذة جمعت بين مختلف الفنون من التمثيل لتقليد الممثلين وللمنولوج والتلحين والغناء وحتى الإخراج والتصوير.. كوكتيل مختلف من الإبداع تميز به «منير مراد» والذي ينحدر من أسرة فنية بدءا من والده زكي مراد الملحن والعازف وحتى شقيقته ليلي مراد أحد أشهر فنانات القرن الماضي.

تميزت ألحانه بالطابع المرح الاستعراضى الراقص، ومن أشهر الأغانى التي لحنها لشادية «إن راح منك يا عين» و«تعالى أقولك» و«حاجة غريبة» و«دوّر عليه تلقاه» و«سوق على مهلك» و«شبك حبيبى» و«ما اقدرش أحب اتنين» و«يا دبلة الخطوبة» ولعبدالحليم و«حياة قلبى وأفراحه» و«ضحك ولعب وجد وحب» و«بكرة وبعده» و«بأمر الحب» و«بحلم بيك» و«أول مره تحب يا قلبى» والأغنية الرمضانية «الراجل ده ح يجننى».

ولد منير مراد في ١٣ أكتوبر ١٩٢٠ بالقاهرة لأب كان ملحنا وقد تفتحت عينا منير على شقيقته الكبيرة الفنانة «ليلى مراد» وهى تغنى بالإذاعة وفى ١٩٣٩ ترك الكلية الفرنسية ليعمل أعمالا بسيطة ثم دخل مجال السينما كعامل كلاكيت ثم مساعد مخرج مع كمال سليم وقد بدأ التلحين على موسيقى الجاز، ولم يلق رواجا، فكانت بدايته الحقيقية بأغنية «واحد.. اتنين« لشادية فأقبل عليه المطربون ومنتجو الأفلام كما وضع أشهر موسيقى الرقصات لـ تحية كاريوكا وسامية جمال.


حقق منير مراد العديد من النجاحات في الألحان التى قدمها لشادية ومحمد عبدالمطلب «بنت الحتة»، ومحمد قنديل «يا نخلتين في العلالي»، ومحمد رشدي «كعب الغزال»، وغيرهم من المطربين، مثل محرم فؤاد، وإسماعيل شبانة، وكمال حسني، وعايدة الشاعر، وليلى نظمي، ومها صبري، وفايزة أحمد، ومحمد حمام، وهاني شاكر. وحتى فؤاد المهندس الذي لحن له «قلبي يا غاوي خمس قارات»، و «يا واد يا مفكر وهايل»، وغيرها مثل «ياسو، وممنون».

لكن حلمًا واحدًا كان يطارد منير مراد في نفس الوقت، ألا يتخلى عن طريقته وتنفيذ ما في رأسه، فكان لا يرى أن الأغاني الطويلة ذات أهمية كبيرة ويجب تغييرها ولم يكن يرى نفسه فيها ويشعر بالملل، وفقًا لما أكد في أكثر من مناسبة، ورغم الحوار الذي دار بينه وبين أم كلثوم وأبدت ترحيبها بالغناء له وإعجابها بألحانه إلا أن المشروع لم يكتمل.

ويرجع عدم تعاون منير مراد مع «الست»، كوكب الشرق، إلى طبعه المجنون، خاصة لأنه كان لا يرى في نفسه ملحنًا للأغاني الطويلة، وبعد نقاشات طويلة، قرر أن يقدم لها ألحانًا قصيرة على غرار أغنيتها التي لحنها رياض السنباطي «هقابله بكرة»، ولكن مرض الست لم يمهله لإنجاز هذا العمل.