الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وعندما يكون المسئول قاتلًا


ليس شرطًا أن يمسك «المسئول الضعيف» سلاحًا ويهّم به في قتل المواطن ليكون قاتلًا، أو أن يستعين بآلة حديدية قاتلة ليسبب بها ضررًا للآخرين كي يُصبح مُستبيحًا لدماء ضحاياه، بل هناك أسلحة عديدة يمكن أن يُستعان بها لارتكاب أي جريمة وهي سلاح الإهمال، فهو أشد الأسلحة فتكًا وأكثرها تدميرًا للمواطن والوطن، وهو العدو الأول الذي يقف حائلًا أمام خطوات النهوض بالبلاد واستقرارها.

جريمة اليوم لا زالت وسائل الإعلام تردد تفاصيلها عبر شاشاتها كل يوم، وتطالعنا بآثارها وكوارثها نشرات الأخبار كل ليلة، بل وتُحذّرنا من خطورتها في بعض الأحيان بيانات وزارة الصحة، تتلخص في ظاهرة انتشار أصناف «مغشوشة» من الأدوية بالأسواق، كان آخرها الأصناف الخاصة بعلاج مرضى الأورام منها على سبيل المثال أزمة نقص المستحضر الدوائيmabther» »، وهو عقار يستخدم لعلاج بعد حالات الأورام والروماتويد، والتهاب العضلات وبعض حالات أورام الدم السرطانية، إضافة إلى أنواع أخرى من هذه المستحضرات التي تستخدم في علاج مرضى فيروس «سي» وبعض أدوية الأطفال.

وليس المُخالف الذي قام بجلب هذه الأنواع المغشوشة إلى الأسواق وحده متهمًا في هذه الواقعة، وليس وحده من يستحق العقاب الرادع على هذا الجُرم، بل هناك مسئولون شاءت الظروف أن يكونوا على رأس الإدارات المعنية بوزارة الصحة المعنية بمراقبة هذه السلعة الأهم والأخطر في حياة المواطن، ليس في مصر فقط بل في شتى أنحاء العالم والتي ربما تفوق أهميتها قيمة المأكل والمشرب، وتتخذ جميع دول العالم محاذيرها في ضبط تداولها وسلامتها داخل أسواقها.

وبطبيعة الحال عندما يكون «الجُرم» ناتجًا عن إهمال تسبب في خطرًا على حياة إنسان أو هدد نفسًا بشرية بالموت، فذنبه لا يقل عن ذنب جريمة الشروع في القتل بل القتل العمد، خاصة وإن كان صاحب هذا الخطأ مسئول في مؤسسة خدمية بالدولة، كان له نصيبًا في أن يكون قائمًا على إدارتها وراع من خلالها لمصالح الناس.

حان الوقت لأن يخاف كل مسئول في مؤسسته على مصالح الناس، وأن يلتف في هذا التوقيت بالتحديد حول قيادته السياسية في مواجهة الفساد المتراكم داخل المؤسسات عبر سنوات، وأن يغلق ثغرات الفساد التي تسربت إلى دهاليز القطاعات، حتى يكون أهلًا للمهمة التي أسُندت إليه، وحان الوقت أن يُغادر المسئولين مكاتبهم لمراقبة نشاط مؤسساتهم في الشارع، خاصة وإن كان هذا النشاط له علاقة بمأكل أو مشرب أو دواء المواطن، حان الوقت أيضًا لأن يقف كل مسئول بجوار «الرئيس» لمواجهة التحديات التي تواجه بلادنا وأن يبيّض وجه من اختاروه لمهمته أمام المواطن .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط