قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رفقا بالرئيس


لم يمنح الرئيس السيسي أحدًا توكيلًا ليتحدث باسمه، أو يتبنى حملات دعائية للترويج له، ولم يعط أحدًا الصلاحية لعمل استطلاع رأي عبر شاشات التليفزيون أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى على مواقع الصحف لمعرفة آراء المواطنين في أدائه، فهم ببساطة من اختاروه ليكون لهم رئيسًا، وهم من خرجوا بالملايين في ثورة الثلاثين من يونيو لمساندته ومطالبته بتصحيح المسار والعبور بمصر من النفق المظلم الذي خيم وقتها على بلادنا، وهم الأجدر على تقييم أدائه دون الحاجة لمثل هذه الحملات.

وإن كان «الرئيس» لم يمنح أحدًا صكًا للحديث باسمه، فلماذا يصّر البعض دائمًا على تنصيب أنفسهم متحدثون وقائدون ومنظمون ومستطلعون لآراء الناس عبر وسائل مختلفة لحملات الترويج التي يُوهمون أنفسهم بأنها في صالح الرئيس، والتي لا أظن أن يكون الرئيس نفسه في حاجة إليها باعتبارها متاجرة بشعبيته بين الناس، وادعاء للوطنية والخوف على مصلحة البلاد.

عفوًا يا سادة.. تقييم «الرئيس» لا يكون عبر هذه النوافذ، بل بالعمل الجاد كل منا في مؤسسته وإيقاظ ضمائرنا في كافة مناحي الحياة، وتثقيف الأبناء والنشئ بمعنى الانتماء والوطنية الواجب التحلي بها، وذلك إن كنا حقًا نريد مساندة الرئيس والوقوف بجانبه أمام التحديات التي تواجهها بلادنا، والملفات المرهقة التي تقع على عاتقه، منها ملف التنمية وملف الإرهاب وملف الصحة وملف التعليم وملف الإنتاج، والتي تحتاج جميعها إلى التكاتف والعمل المستمر والدؤوب لحلها والتغلب عليها.

تقييم «الرئيس» أيضًا لا يكون إلا برصد الانجازات التي حققتها مصر في عهده لتثقيف الناس بها، وترك المجال لهم للإبداء بآرائهم بناء عليها، إضافة إلى وضع الحلول والتصورات المناسبة للتحديات التي تواجه بلادنا كل في مجاله، الصحفي في مقاله، والمعلم في مدرسته، والطبيب في إتقانه لعمله، وعدم الترويج للإشاعات والأخبار التي تمس الأمن القومي للبلاد، سواء عبر وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت الأخطر في مجال الإعلام، إضافة إلى إعطاء العمل حقه، والتركيز على المبادرات الشعبية والشبابية لحل المشكلات الاجتماعية التي تواجهها بلادنا كمبادرة «أزرع شجرة» لتشجير الشوارع والميادين، ومبادرة «شوارعنا نظيفة» لتنظيف الشوارع من القمامة بسواعد الشباب وغيرها من المبادرات التي تحتاجها مصر في هذا التوقيت.

وأخيرًا.. رفقًا بالرئيس فهو إنسان أولًا وأخيرًا، ولديه طاقة معرضه بطبيعة الحال للهدر والنفاذ، وهو مسئول عن حياة وأمن واستقرار 100 مليون مواطن تقريبًا، فربّ الأسرة يعجز أحيانًا عن إدارة منزله المكون من 5 أفراد بالشكل المطلوب .