الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأمهات العازبات وفجور المذيعات


قضت محكمة بحبس مذيعة تليفزيونية 3 سنوات بعد ظهورها في إحدى حلقات برنامجها وهي تناقش فكرة حمل المرأة دون زواج، ما أثار غضبا عارما في الشارع المصري.

وكانت المذيعة قد تكلمت عبر برنامجها عن فكرة زواج المرأة مؤقتا بغاية الإنجاب فقط، وذلك عندما يتم الاتفاق بين رجل وامرأة على الزواج مقابل مبلغ مالي إلى حين الإنجاب، ومن ثم يحدث الطلاق.

والغريب في الأمر أن المذيعة أدلت بهذه الأفكار خلال حلقتها التلفزيونية بعنوان "الأمهات العازبات" في يوليو الماضي، حيث ظهرت في تلك الحلقة ببطن منتفخة مرتدية ثيابًا توحي بأنها حامل، ما أدى إلى إيقاف العرض مدة 3 أشهر.

وأشارت المذيعة في البرنامج، إلى فكرة التبرع بالحيوانات المنوية في العالم الغربي، ومن ثم إجراء عملية التلقيح دون الحاجة للاتفاق مع أحد الرجال على الزواج، والمعروف طبعًا أن هذه الفكرة غير مقبولة في المجتمع المصري.

واتهمت المذيعة المصرية في محاكمتها التي أجريت، الثلاثاء الماضي، بالتحريض على الفجور، كما قالت السلطات إن مقترحات المذيعة "هددت نسيج الحياة المصرية"، وحُكم عليها بالسجن 3 سنوات إلى جانب تغريمها بـ 10 آلاف جنيه مصري.

الجدير بالذكر، أن هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها هذه المذيعة بنحو مثير للجدل، فقد ظهرت في برنامجها وهي مستلقية في حوض للاستحمام بدا مغطى برغوة صابون لتناقش فكرة التسرع في إطلاق الأحكام على الآخرين.

لا أعلم كيف يأتون بهؤلاء المذيعات اللاتي يتبنين أفكارا مستقاة ومستوحاة من الغرب وغريبة بل وبعيدة كل البعد عن مجتمعنا وطبيعته الدينية التي لا تقبل بمثل هذه الأفكار سواء من ناحية الشرع أو الدين.

في معظم المحطات الفضائية العالمية، لا يلتفت صاحب القناة إلى شكل أو قوام المذيعة، وإنما تختار المذيعة لقدرتها على توصيل الرسالة والمعلومة المفيدة للجمهور، أمثال أوبرا وينفري وكريستيان أمانبور وغيرهن ممن تركن بصمات في عالم الميديا والحياة الإعلامية... أما هنا مع الأسف، مازلنا نختار على أساس الشكل والقوام للمذيعة وليس عقلها وفكرها.. ودعاء وغيرها من المذيعات على الساحة هن خير مثال على الشكل دون المضمون.

من كل قلبي: نرجو من السادة القائمين على هذه المحطات الفضائية أن يدققن في اختيار المذيعات جيدًا عند التعيين، فمن المهم مراعاة ثقافتهن وأفكارهن التي يبثونها، فهؤلاء هم أول من يوّصل الرسالة... فأي رسالة تلك التي يود الإعلام توجيهها إلى المجتمع.. فاختيار المذيعين من الأشياء المهمة جدًا.. وإلا عليه العوض ومنه العوض في الرسالة الإعلامية التي يوجهونها للمواطن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط