يوافق اليوم الذكرى الثانية عشرة لرحيل المخرج والمنتج الأمريكي من أصل سوري مصطفي العقاد، وهو اسم رسخ في عقول وقلوب الملايين من العرب والمسلمين، وصاحب فيلمي الرسالة وعمر المختار.
كان هدفه الأساسي هو تغيير صورة الإسلام في الغرب ليذهب ضحية غدر إحدى الجماعات المتطرفة فقد قضى سنوات عمره الأخيرة، باحثا عن تمويل مشروعه الأهم بالنسبة له هو إنتاج فيلم عربيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث قرر أن يتحدث الفيلم عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم ونشأة الإسلام.
أراد العقاد للفيلم أن يكون جسرا تواصل بين الإسلام والغرب، لكن تصوير الفيلم كان صعبا وتعرض لموجة من الانتقادات، وفي هذا الصدد قال العقاد في حوار فني له عام 1976 «كوني مسلما أعيش في الغرب شعرت بأنه على مسئولية وواجب ديني لأجسد الصورة الحقيقية للإسلام، وأن يكون هذا العمل بمثابة الجسر بين الإسلام والغرب»، مضيفا أن أول تحدي قابلني هو تمويل هذا العمل، حتى قام معمر القذافي الزعيم الليبي الراحل بتمويله بمستوى جعله يضاهي افلام هيوليود المشهورة في تلك الفترة.
ويواصل العقاد: بالفعل بدأت في تصوير الفيلم أواخر عام 1974 وصورت منه نسختين على التزامن، نسخة عربية ومثل فيها مجموعة من أكبر نجوم السينما العربية والإسلامية ومنهم الفنان عبد الله غيث والفنانة السورية مني واصف، أما النسخة الإنجليزية فقد قام بالبطولة النجم «أنطوني كوين» الذي لعب دور «حمزة» عم الرسول، كما لعبت «ايرين باباتس» دور هند وهي امرأة من مكة، وقفت في وجه الرسول، ولكنها دخلت الإسلام لاحقا.
ويتابع :لكن التحدي الأكبر والرئيسي أثناء تصوير الفيلم، كانت أن أي تصوير مرئي للرسول يعتبر محرما في الإسلام، ولذلك فإن الشخصية الرئيسية لم تظهر في أحداث الفيلم قط، ولم يستطع أن ترى الرسول في الفيلم ولا حتى ظله.
يذكر أن المخرج والمنتج مصطفي العقاد ولد في عام 1930 في مدينة حلب بسوريا، ثم غادرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الإخراج والإنتاج السينمائي، حيث نال خبرة واسعة في مجال إعداد مجموعة كبيرة من أفلام «الهالويين».
وفي 9 نوفمبر عام 2005 قتل العقاد مع ابنته «ريما» 30 عاما ضمن ضحايا الانفجار في فندق «جراند حياة» عمان، كان قد حضرا إلى عمان لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء، حيث حصل الانفجار لحظة وجود العقاد في بهو الفندق لاستقبال ابنته القادمة للتو من السفر، حيث توفيت ابنته في الحال، بينما مات هو بعد تلك العملية بيومين متأثرا بجراحه تاركا خلفه فيلمي عمر المختار والرسالة وأحلاما لم تتحقق.