قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما أكثر اللغو فى الدين تلك الأيام


يأتى علينا كل فترة من يثير زوبعة وعاصفة من الجدل واللغط بل إلى حد السخط من قبل الرأى العام على مايتم تناقله من تصريحات صحفية أو لقاءات تليفزيونية من خلال شخصيات من المفترض أنها على درجة عالية من الثقافة والمعرفة ومن المفترض أيضا أن لدى تلك الشخصيات المصداقية لدى البعض مما يتناغمون مع آرائهم وفكرهم.

ولكن هل تلك المعرفة والثقافة تعطيهم الحق فى الاجتهاد أو إعطاء تفسيرات جديدة تحت ذريعة العولمة ومواكبة العصر وأن ما كان يحدث فى الماضى لا يتناسب أو يتماشى فى العصر الحالى من التطور المعلوماتى والتكنولوجى والثقافى والمعرفى بل والمجتمعى.

إذا كنا نتعرض لقضية أو مشكلة ما تدخل فى الإطار المجتمعى أو العلمى فمن حق الجميع من الخبراء والمتخصصين والعلماء إبداء الرأى والإختلاف والمناقشة والبحث والتدقيق والاجتهاد إلى أن يتم الوصول إلى نتائج محددة ومقنعة للجميع فى الوقت الحالى إلى أن تظهر بعد الإجتهاد والبحث وظهور نتيجة أخرى من الممكن أن تقضى على تلك النتائج السابقة هكذا هو البحث العلمى قائم على البحث والتطور على مر العصور، لكن التعرض لحقائق ثابثة ودامغة لا يقبل فيها تطور أو تعديل لمفاهيم لتتماشى مع متطلبات كل عصر هكذا هو الدين والشرع لأنه لا اجتهاد أو تأويل فى وجود نص صريح بالقرآن الكريم أو حديث نبوى صحيح يوضح كيفية معالجة أمر من أمور الناس.

لقد ظهرت فى الآونة الأخيرة الكثير من الشخصيات التى خاضت وتخوض حتى الآن فى المسائل الدينية بل استفحل الأمر إلى التأويل والإفتاء بغير علم فى المسائل الفقهية التى تحتاج علم وتعمق لكل الأصول الشرعية والمسائل الفرعية والتشابك فيما بين النصوص وللأسف هناك بعض الفضائيات التى ساعدت وساهمت فى انتشار تلك الظاهرة من خلال استضافة تلك الشخصيات على شاشاتهم وتفرد لهم المساحة الكافية لبث مزاعمهم وسموهم على الرأى العام الذى يعمل على الكثير من البلبلة والتشويش فى عقول المواطنين بمختلف شرائحهم وبالتالى وقوع المجتمع تحت وطأة التشتت إلى الوصول لمرحلة ضبابية تحجب عنهم الدين الصحيح من المغلوط.

ولهذا يجب أن أثمن تلك الخطوة التى قامت بها الهيئة الوطنية للإعلام بالاتفاق مع وزارة الأوقاف والأزهر الشريف على لائحة محددة قابلة للزيادة على حسب ما يطرأ أو يستدعى ذلك لمواجهة ظاهرة فيضان الإفتاء من علماء ومتخصصين فى العلوم الفقهية والشرعية المؤهلين للرد على جميع التساؤلات والاستفسارات التى تشغل بال المجتمع فى كل وسائل الإعلام المسموع والمقروء والمرئى وعلى الجانب الآخر يجب العمل على تشريع صارم من قبل مجلس النواب حتى يكون هناك عقوبة رادعة لكل من تسول له نفسه أن يفتى بغير علم أو محاولة الاجتهاد فى تفسير أى شيء يخص الدين بوجه عام.

لأننا إذا لم يكن هناك مواجهة صارمة وعنيفة مع هؤلاء سيستمر اللغو واللغط وكل فترة سنرى شخصية جديدة تطل علينا وتبث سمومها وهلوستها النفسية فالدين ثابت والعقيدة راسخة لا تتغير بتغير المكان ولا الزمان.