الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القافزون من المركب


صفقوا للرئيس الأسبق مبارك وقت أن كان على سدة الحكم، وكانوا هم أنفسهم من طالبوا برحيله أيضًا عندما قامت ضده أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011، بايعوا بعده الرئيس المعزول محمد مرسي بعد أن تولى شئون البلاد وسرعان ما تراجعوا فور استشعارهم إدانته بالتهم المنسوبة إليه وإدراج جماعته ضمن الجماعات الإرهابية، نصّبوا بعدها أنفسهم مُتحدثّين رسميّين عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبدأوا مؤخرًا في إطلاق حملاتهم الدعائية له وتصريحاتهم التي تحمل اسمه، واهمين بأن الرئيس نفسه يرضى عن ذلك.. هؤلاء هم «القافزون من المركب».

يقفزون من فوق كل ركب سائر، إن أحسوا بعزوف مساره عن طريق مصالحهم، أو نيله من مكاسبهم غير المشروعة التي دائمًا يبحثون عنها بشتى الطرق أو بأيٍ منها، حتى وإن كان طريقًا محفوفًا بالشبهات، أو ممزوجًا بالتشويه في رموز وطنية أو الخوض في أعراض شخصيات عامة هي بمنأى عن ذلك، يعتلون منابر الإعلام ليروجوا أفعالهم وتجاوزاتهم على مرأى ومسمع الجميع، وإن وصل الأمر بهم لاستخدام ألفاظ غير مقبولة أو اتهامات لا يتحملها أحد في هجومهم ضد من يعتقدون أنه خصم.

يتحدثون دائمًا باسم المحكمة في الإشارة بأصابع الاتهام الى كل من يتعارض مع آرائهم ومصالحهم، ويزجّون دائمًا باسم الرئيس في كل معاركهم التي لا تكون أكثر من كونها كلامًا مسموعًا عبر فضائية تليفزيونية أو مكتوبًا على أوراق الصحف، ضربوا بقرارات المحكمة عرض الحائط وراحوا يفتشون في أوراق قديمة تدين خصومهم، فتش فيها من قبل القاضي مرارًا وتكرارًا للخروج بكلمة حق، هم يرونها باطلًا.

يشكّكون في وطنية هذا، ويشوّهون في قومية ذاك على الملأ، دون أن يضعوا في الحسبان أن مُخلفّاتهم التي يصدرونها لنا عبر وسائل الإعلام أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة صداع في رأس مصر، وتشويه عمدي مع سبق الإصرار والترصد لأمنها القومي أمام العالم كله.. حاكموا هؤلاء الذين نعرفهم جميعًا ولا تكفي كلمات هذا المقال أن نرصد أسماءهم، فهم خطر حقيقي على مصر.. حاكموهم بتهمة الإساءة لمصر والمصريين، فلم يمنحهم أحد صك الحديث باسمه أو باسم بلاده ولا حتى الرئيس نفسه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط