احذر.. قبل أن تزور الطبيب

كلمة واحدة فقط ربما يتفوه بها جهلا طبيب ضعيف مهنيا، كفيلة أن تمنحك قدرا كافيا من اليأس، أو تعطيك قسطا معقولا من الإحباط، أو الشعور بنسائم الموت وهي تلاصق حركة الهواء الذي يدور حول رأسك، لمجرد فقط أنك أسأت الاختيار لطبيب مناسب ومتخصص ومثقف وملم بعلم الطب، أو قادر على تحديد طبيعة مرضك أو طريقة علاجه..

لافتة خشبية، تحمل جميع التخصصات باطنة وسكر وصدر وقلب وجهاز هضمي، أو مخ وأعصاب وأوعية دموية وربما صلع، أو مفاصل وعلاج أوتار وعظام وجراحة عامة وأشياء أخرى، ملتصقة في طوابق آلاف العمارات بالمدن والمراكز، تواجه نظرك تقريبا في جميع محافظات الجمهورية، بداخلها "مكتب فخم" لمعالي الدكتور الطبيب، المدعي بهتانا وزورا تخصصه طبيا في كل شيء ..

كنت من المحظوظين إن تمكنت من الإفلات من وكر البزنس - عيادة الطبيب سابقا - دون أن يمنحك "ورقة" مكدسة بالحبر، يطلب منك فيها إجراء جميع التحاليل الطبية المطلوبة وغير المطلوبة، بدعوى الاطمئنان على الصحة التي أنهكتها المشاوير، بشرط أن يتم إجراؤها في المركز الذي يظهر في "برواز" مدخل العيادة ..

احذر من أن تجادل مع هؤلاء الأطباء، سواء باعتراضك على قائمة التحاليل المطلوبة أو بسؤالك عن أسباب تحديده لمكان إجرائها، أو برفضك لكمية الأدوية المكتوبة في روشتة العيادة، والمطلوب شراؤها من "صيدلية" أسفل العمارة، حتى لا يتركك فريسة للوساوس، أو يسلمك نفسا قهرية لملك الموت ليقبض روحك.. سبحان الحي الذي لا يموت.

قبل أن تزور طبيبك.. اسأل عن السمعة، واسأل عن الجودة، واسأل عن التخصص، واسأل عن الاتقان، واسأل عن القناعة واسأل عن الثقة، وفوق كل ذلك اسأل عن الضمير، وحاسب أنت هؤلاء الأطباء بالمقاطعة، فالحكومة في واد آخر .