الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كلنا نبكي ليلانا


قال لها توجد متدربة جديدة صرحت لي بحبها الجارف وبأنها لا تستطيع العيش من غيرى ولا تريد سوى ان أتركها تحبني.. وتوقف ليسمع ردها زوجته التى عاشت معه عمرا بدآه معا منذ كانا صديقين فى كلية واحدة ومنذ ان تعهدت له بانتظاره حتى ينهى فترة تجنيده ويجد وظيفة.. وبالفعل تحملت الامرين لإقناع اهلها برفض كل من تقدموا اليها حتى جاء هو صفر اليدين كل ما لديه هو تمسكها به وإصرارها عليه وعلى ان يكون نصفها الثانى.

ولأن أباها يحبها فقد حقق لها حلمها بالارتباط به ومنحهما شقة فى بيته ولم تبخل أسرتها كلها بمنحهما كل اسباب السعادة وأكملا طريقا كانت فيه تعطى ولا تأخذ سوى اسعاده ورقيه وارتقائه وتمضى بهما سفينة العمر وسط دعمها ومساندتها وعيشها له هو فقط ولأبنائها منه وتنسى نفسها وتتناسى طموحها ليعلو هو ويرقى ويصبح كل شىء وهى ظل فى حياته تسعد بكونها لا شىء وهو كل شىء.

وللعجب انها ترضى وتواصل رضاءها على امل ان يأتى يوم يعترف فيه بكونها من كانت سببا فى رقيه وارتقائه، واليوم لا يأتى ويبدأ بأيام سوداء استهلها بقوله لها ان فتاة متدربة تحبه وتعشق كل مافيه وتتيه به وفيه وله، ولأول وهلة لا تعرف مغزى حواره ولكنها تفند ما قالته هذه الفتاة له بأنها شخصية وصولية لاتعرف الحب فهى اختارته هو لأنه اعلى ما فى الهرم الوظيفى متناسية فروقات كثيرة اهمها انه زوج وأب وربما محب لزوجه ؟ولا يعجبه هو هذا الكلام لتأتى الايام التالية بما لم تكن هى تتخيله وتحسب حسابه وتطوى صفحتها معه برغبته وبهواه وباصراره وينهار بنيان اخذ من عمرها عمرا لتثبيته ودعم اركانه ..

ويصبحان غريبان ويعلو شأن من سلبت امن وامان بيتها وتصبح الحياة فى نظر الزوجة ومن كانت فى يوم وسنين طوال حبه تصبح علامات استفهام وتعجب وترقيم لما حل بحياتها ولما اصبحت عليه ايامها ولم يشغلها كل ما ألم بعمرها بقدر استغرابها من رغبتها فى معرفة اسباب ابتلائها وبلائها فهى لم تكن باغية ولا عاصية ولا عاقة ولا حتى كاذبة ، فهى تعلم انها عاشت نقية صادقة مبتهلة دوما لربها بأن يحسن ختامها ويوفيها اجرها على صبرها وبلواها وبلائها.

وكانت فى حيرة من امرها وفى دوام سؤال ربها هل ما انا فيه ذنوب اقترفتها واكفر عنها ام انه ابتلاء سأوفى اجره؟ وبين حيرتها واندهاشها مما اصبح عليه حالها تلقى ربها وتحمل معها كل أسئلتها وننتظر معها يوم الحق ليرد فيه حقها ويجازى من ظلمها. وها أنا صديقتها وتوأم روحها اقص حكايتها وأتحدث بلسان حالها وأثمن ما فعلته من اجله وأدعو على من سلبت من صديقتى احلامها وعمرها ادعو عليها بكسرة نفسها بالمرض فهو الشىء الوحيد الذى يهزم كل من نسى ربه واستحل محرمات غيره وأدعو عليه بأن يبتلى بما ابتليت به توأم روحى تلك من رحلت ولم تذنب الا بحبه ولم تستطع ان تواجه جبروته عليها الا بالصمت والابقاء على وضعيته ووضعه واختزان احزانها بداخلها لتنفجر فيها وتنهى عمرها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط