قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تجارة الأشباح في السودان ؟


بشكل منتظم .. يتم صناعة الاشباح في السودان .. ويراد للسودان ان يعيش ليواجه الاشباح بدلًا من أن يواجه مشاكله .. وهكذا تعزف أجزاء من النخب في السودان على أوتار ليست سودانية .. تلك النخب لديها جراءة في خلط كل المتناقضات .. وتمارس البقاء بصناعة عدو خارجى للسودان .. وتسعى لتمرير اجنداتها التي كانت أكثر ما أدى الى تدمير السودان وتفكيك ترابطه.

السودان بلد متنوع .. شديد التعدد .. وهذا مصدر ثراءه الإنساني والحضاري .. لكن الأزمة في السودان كانت في إدارة هذا التعدد .. لذلك مرت السودان بأكثر من مرحلة من مراحل التوتر .. وقد كانت آثار الفشل في إدارة التعدد في السودان .. أن عاش السودان أسير الاستستهال والابتعاد عن حل أي من أزماته .. وانتهى الأمر الى انفصال جنوب السودان.

السودان بلد متعدد الموارد الطبيعية.. لكن سوء الإدارة أيضًا هو من أدى لعدم قدرة السودان على التعبير عن ذاته .. وانتهاج سياسيات اقتصادية فعالة .. وما كان من توليفه السياسة الحاكمة في السودان إلا ان صنعت عداءات غير محدودة للسودان .. وادت الى حصار السودان اقتصاديًا.

توليفه الحكم في السودان اختارت أن تعيش تابعه لأطراف خارجية على الدوام، تارة ايران .. وتاره تركيا .. المثير هنا أن جزءا من النخب السودانية لديه الاستعداد للمتاجرة بأن التبعية السودانية للتركي والإيراني تأتى لمواجه المصري .. في حين أن المصري لم يطلب من السودان أكثر من كف الأذى والتوقف عن دعم العناصر المناوئة لمصر .. ليس اليوم ولا الأمس .. وأنما منذ ثمنينيات القرن الماضي .. ولم يسع المصري يومًا الى فرض اى نوع من أنواع التبعية تجاه السودان .. ببساطة لأن المصالح المصرية تستوجب شراكة مع السودان على الدوام.

طوال الوقت كانت نزاعات مجموعات الحكم في السودان، تقوم بتدوير التبعيات، واليوم لم يذهب أردوغان الى السودان والخرطوم بالمعنى الحرفى للكلمة .. وانما ذهب الى فرقة الاخوان في الخرطوم .. ومن الوهلة الأولى .. لوح الرجل بإشارة رابعة في البرلمان السوداني .. والرسالة كانت واضحة .. فهو يعلم أن رصيدة في السودان لا يتعدى الفرق الاخوانية التي يعنيها مصالح الجماعة من اردوجان .. حتى بشكل أكبر من مصالح السودان نفسه.

يستخدم أردوغان الاخوان كما يحاول استخدام السودان .. والمشكلة هنا .. أن أردوغان ذهب الى السودان .. وفى ذهنه خطة واضحة .. لكن المشكلة أن السودان لم يكن لديه تصور حقيقي للزيارة .. فالسودان أدخل نفسه كورقة ضغط في اليد التركية .. كان واضحًا أن اردوغان تعمد احراج البشير .. بأن قال له " عن طلبه منح جزيرة سواكن لتركيا لإدراتها بعض من الوقت " ثم قال البشير على الفور .. نعم .. في إشارة غير مفهومة .. توحى أن الرجل لم يتوقع أن يعلن اردوجان عن الموضوع من الأساس.

أردوجان ذهب الى السودان بهدف الضغط لكن السؤال هنا .. ضغط على من ؟

الضغط لن يؤدى لتغيير في توازن القوى في البحر الأحمر .. ولا مضيق باب المندب .. ولن يدخل كما يريد الاتراك كورقة تفاوض من أجل تخفيف الضغط المصري على تركيا في شرق المتوسط وليبيا .. السؤال هنا ما الذى سيستفيده السودان من ركوب القارب التركي .. في لعبة شد وجذب بين مصر والسعودية من جهه وتركيا من جهة أخرى.

لا يوجد ما تستطيع تركيا ان تقدمه الى السودان .. سوى استخدام الاراضى السودانية للمناورة ليس أكثر.

ان السودان في حاجة الى طرد الاشباح التي تم صناعتها لسنوات في سماء الخرطوم .. وأدت الى الترويج لحالة غضب ورفض لكل ما تمثله مصر .. تحت دوافع غير مفهومة عن رفض التبعية .. في حين أن النخب التي صنعت الاشباح .. تعيش طوال الوقت .. على فرض تبعية السودان لأطراف خارجية على الدوام.