قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عام الخير المغموس بالمُر


كان عامًا مليئًا بالأحداث والوقائع والتفاصيل، الكثير منها كان مفزعًا، والكثير أيضًا كان سارًا، منه دروس وعبر لكل من كان له عقل، قادر على أن يُفكر أو يُدبر، أو شاءت الظروف أن يكون القائد والمُحرّك لمقاليد الأمور، حتى لا تتكرر الأخطاء، ولا يقع صاحبه في فخ سوء التخطيط .

عام الخير المغموس بالشدائد، عام 2017 الذي شهدت فيه مصر الكثير من الانجازات والتحديات، نجحت فيه بلادنا في تنفيذ مشروعات قومية كبري، كانت - رغم التحديات – بمثابة طوق نجاة لمصر من الغرق الاقتصادي الذي هدد البلاد خاصة بعد أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، ونجحت مصر بسواعد أبنائها وقيادتها السياسية من إنقاذها وانتشالها من هذا الغرق، والعبور بها إلى بر الأمان.

يستحق - رغم التحديات- أن يُلقّب بعام المشروعات الكبرى، التي انتهت مصر من تنفيذها هذا عام، كان على رأسها الانتهاء من تنفيذ أكبر 3 محطات كهرباء بالعاصمة الإدارية الجديدة والبرلس وبني سويف بقدرة 14400 ميجاوات بتكلفة 6 مليارات يورو، والانتهاء أيضًا من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، كما نجحت مصر خلال هذا العام من الانتهاء من تنفيذ أضخم مجمع لإنتاج الرخام في الشرق الأوسط في جبل سحابة في سيناء.

ولم تنته انجازات هذا العام عند هذا الحد، بل شهدت مصر في 2017 بدء تنفيذ مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية بطاقة 4800 ميجاوات، كما نجحت في الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مدينة دمياط للأثاث الجديدة، والانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مدينة العلمين الجديدة، كما انتهت من المرحلة الثانية من مشروع شبكة الطرق القومية والبدء في تنفيذ المرحلة الثالثة بتكلفة 10 مليارات جنيه، ومشروعات أخرى يصعب حصرها، وتحسب في تعداد انجازات هذا العام.

لكن رغم كل هذا الخير الذي حصدته مصر، كان عام 2017 مغموسًا بالمر والأحزان، عقب الوقائع الإرهابية الغاشمة التي شهدتها مصر، وراح ضحيتها الكثير من خيرة شبابها، ممن وهبوا أرواحهم للحفاظ على أمن الوطن والمواطنين، وتركونا وتركوا أبنائهم وأسرهم، وذهبوا كما ذهبت أيام هذا العام دون عودة.

اضطرابات اقتصادية أيضًا شهدها هذا العام، بدأت بارتفاع سعر العملات، والذي ترتب عليه موجة قاسية من ارتفاع أسعار السلع الغذائية، خلقت على إثرها أزمة بين المواطن والحكومة، بل جعلت الأول يشير إلى الأخير بأصابع الاتهام بعدم القدرة على الإدارة والنهوض بالمستوى المعيشي للفرد والذي كان يحتاج الكثير من الإجراءات والجهد.

حتى على المستوى العربي والعالمي، فلم يخل هذا العام من الصراعات الدولية والعربية والتي ما زالت مستمرة، ما بين حروب نفسية واقتصادية وعسكرية بين دول وأخرى، وما بين أزمات أمدت إلى الاعتداء على مقدسات المسلمين، كان آخرها قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ذلك القرار الأخطر في تاريخ العالم والذي استطاع أن ينفرد عام 2017 باحتوائه وتدوينه في مذكراته.

دعونا نتعظ من هذا العام المكدّس بالأحداث، ونتخذ منه دروسًا وعبر، تبدأ أولًا باستكمال مسيرة التنمية الحقيقية في مصر، والتخطيط السليم لعمل المشروعات التي يجرى تنفيذها بالشكل المطلوب، كما دعونا نتعظ أيضًا من العمليات الإرهابية التي شهدها هذا العام لنضع لها آلية حقيقية لمواجهتها والحد من وقوعها.


دعونا نتعظ من الأزمات الاقتصادية التي ضربت بلادنا لنضع لها خطة إصلاح تُنقذنا من تكرارها فيما هو آت، ودعونا نتعظ أيضًا من موقفنا العربي في «أزمة القدس» لنضع لها موقفًا أكثرة قوة من بيانات الإدانة والشجب، وفي مشكلات أخرى دعونا نتعظ أن مصر وأمنها في مسئوليتنا جميعًا، أمام الله – عز وجل- أولًا، وأمام الأجيال المتوارثة بعد ذلك.