بيت "أبيس".. من هنا تبدأ رحلة العجل المقدس إلى العالم الآخر.. صور

احتلت الحيوانات المقدسة لدي الفراعنة مكانة كبيرة، حيث أنهم بقدر ما كانوا يحترمونها في حياتها كرموها بعد وفاتها، ومن أشهر تلك الحيوانات "العجل أبيس" والذي كان حيوانا مقدسا، ويعتقد أن الإله "بتاح" كان يتجسد في هيئة العجل أبيس ليجيب دعاء السائلين.

حكاية العجل أبيس عرفناها من د.إلهام أحمد كبير مفتشي آثار ميت رهينة أثناء جولتنا في بيت "أبيس" بميت رهينة، حيث كانت تتم عملية تحنيط العجل المقدس، وقد رصدنا موائد تحنيط حجرية ضخمة للعجل وأحشائه الداخلية، موجودة حتي الآن في مكانها الأصلي هناك.

قالت لنا د.إلهام: كان يعتقد في الماضي أنه عندما يظهر صوت الرعد ويبرق البرق، تحمل البقرة بما يسمي العجل أبيس صورة المعبود بتاح علي الأرض، ,يكون ذو مواصفات محددة منها لونه اسودأ غامق وعليه ما يشبه النسر فوق ظهره، أبيض اللون وتحت لسانه جعران وعلي جبهته علامة بيضاء مثلثة وذيله له خصلتين.

وتابعت: إذا توافرت هذه الشروط يصبح المعبود أبيس صورة بتاح علي الأرض، وكان يربي ويحنط في مكان المعبد ثم يدفن في مقابر السرابيوم المخصصة له بسقارة، حيث كان بيت أبيس جزءا من المجمع الديني الخاص بمعبد بتاح الكبير، وكان هذا المجمع مكرسا للعجل أبيس حيث عاش حتي موته وتحنيطه.

وقالت: يمكننا تخيل واقعة موت العجل أبيس، حيث تتم إزالة أعضائه خلال التحضير لعملية التحنيط، والتي كانت تتم بالخارج في أحد الأماكن المؤقتة التي تشبه الخيمة، وبعدها يتم نقل جثمان وأعضاء العجل خاصة القلب إلي داخل البيت لأداء طقوس تحنيط الأعضاء علي موائد صغيرة من الألباستر، فيما كان تحنيط العجل نفسه يتم علي إحدي الموائد الضخمة.

وأوضحت أنه في الموقع 5 موائد تطهير يتناسب حجمها مع تطهير جثمان العجل المتوفي، كما تحتوي بعض الموائد علي مزراب لصرف السوائل التي تتجمع علي سطح المائدة خلال التطهير والتحنيط، كما توجد مجموعة موائد صغيرة ممثل عليها شكل أسد، ومحتمل إستخدامها في التطهير أو إخراج أعضاء العجل أبيس وتجهيزها.