الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأيادي المرتعشة


على الرغم ما مرت به البلاد في السنوات الماضية من محاولة لتغيير الروتين المعقد وتسهيل الأمور علي المواطنين إلا أنه ما زالت لدينا أيادي مرتعشة تعجز عن إعطاء كل ذي حق حقه وتنجز مصلحة المواطن وتعطيه الأمل في الحياة وفِي مستقبل أفضل. ومع الأسف الشديد أمثال هؤلاء كثيرون ومنتشرون في مناصب مختلفة وعلي مستوي جميع المحافظات.

إذا بحثت في ملفات المواطنين في معظم الجهات الحكومية سوف تجد الكثير من الأمور المعلقة التي تحتاج إلي الجرأة والثبات وإعطاء الحقوق لأصحابها.كم من مواطن عاني علي مدار حياته لينجز أمرًا من أموره الحياتية التي ربما تتوقف عليها حياته ويبقي معلقًا لسنوات طويلة دون حلول ، أو ربما بعد طول معاناة لا يصل إلي شئ .

أحيانا يعلم الجميع الحقيقة ويراها بوضوح ولكنه ليس لديه الجرأة الكافية لإنهاء معاناة المواطن ، و إرجاع الحق لأصحابه ، ويصبح الطريق مظلمًا أمام المواطن ولا يتبقي له سوي اللجوء للقضاء، وتخيل كم المعاناة التي يعيشها في انتظار الفصل في القضية التي ربما تهدر سنوات من عمره في ركود وصمت بين إجراءات التقاضي من الدرجة الأولي والثانية.

حلقة مغلقة تصيب الإنسان بالاحباط وتهدر وقته و ماله ويستطيع البعض إنجازها بكل سهولة لو لم يكن مرتعش الأيدي، إلي متي سنظل نقضي حياتنا في انتظار في ركود وبلا أمل، إلي متي نهدر المال والوقت في البحث عن الحقوق مع العلم أننا نستطيع الوصول إليها ببعض القرارات البسيطة والجريئة والتي ترضي المولي عز وجل، هل يعقل أن يظل بعض الموظفين مجرد جماد متحرك لا يتخذ أي قرار طوال فترة خدمته لمجرد الخوف من المساءلة القانونية مع علمه بأنه يهدر حقوق المواطنين؟ هل يعقل أن يتم تعيين أمثال هؤلاء في مراكز حساسة تعتمد علي قراراتهم حياة العديد من البشر دون أن يحركوا ساكنًا طوال فترة خدمتهم في تلك المراكز؟

إذا كنّا نبحث عن الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والتطور الحضاري فلابد من إيجاد حلول جذرية لأمثال هؤلاء حتي نستطيع أن نتطلع إلي المستقبل ونطور كل ما هو قديم ، فلا يُعقل أن يُهدر المواطن سنوات كثيرة من عمره لينجز أمرًا من أمور حياته يطور به واقعه ويضيف إلي مستقبله ، لا يعقل أن تتحول حياتنا إلي دعاء علي بَعضُنَا البعض بدلًا من أن نساند بَعضُنَا البعض للتطور والإعمار ، حال يقضي علي أي نية للتقدم ، ويُهلك النفس من هم الانتظار.

علي أصحاب القرار الالتفات لهذا الأمر والعمل علي تعديله حتي نستطيع أن ننهض ببلدنا الحبيب، علينا القضاء علي التباطؤ وعلي إذلال المواطن وهدر مصالحه ، علينا بث الثقة في قلوب المواطنين في الجهات الحكومية المختلفة، وإصلاح كل تلك الأمور التي باتت مثل الكابوس تؤرق الكثيرين وتهدر وقتهم وتشعرهم باللا رحمة ، من أراد أن يرحمه الله فليرحم عباده ولنتذكر جميعًا قول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط