الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا تشعل المنطقة


في ضوء التخبط الأمريكي في التعامل مع قضايا السياسة الخارجية، انتقدت صحيفة "إندبندنت" البريطانية قرارات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، معتبرة أن واشنطن ستتسبب في اندلاع حروب جديدة في المنطقة بسبب تغيير سياساتها.

وكتب باتريك كوكبيرن، الصحفي المختص في الشئون العسكرية في مقاله بالصحيفة، الملف السوري كنموذج لما تسببه السياسات الأمريكية الحالية من تأجيج للصراعات، حيث أكد أن التردد الأمريكي في مواجهة التدخل التركي الأخير في عفرين بسوريا يعبر عن تراجع أمريكي سريع نادرًا ما يحدث في سياساتها الخارجية بهذا الشكل الفج، حيث جاءت السياسات الأمريكية بنتائج عكسية.

كما أن إعلان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون "المتسرع" عن أن بلاده ستحتفظ بوجودها العسكري في سوريا حتى بعد انهيار تنظيم داعش الإرهابي، زاعمًا أن واشنطن ترغب في منع عودة التنظيم ومحاربة الرئيس السوري بشار الأسد ومواجهة تزايد النفوذ الإيراني، وهو ما يتعارض مع السياسات الأمريكية المعلنة سابقًا والتي أكدت خلالها واشنطن أنها لا تريد شيئًا من سوريا سوى إنهاء وجود تنظيم داعش.

تصريحات تيلرسون استفزت جيران سوريا وهو ما دفعهم لتغيير سياساتهم أيضًا ردًا على تغيير واشنطن لسياساتها بهذا الشكل، وأول علامة للتغير الكبير في المنطقة جاء قبل نحو أسبوع عندما أعلنت واشنطن تشكيل قوة عسكرية من الأكراد قوامها نحو ٣٠ ألف جندي على الحدود بين سوريا وتركيا، وهو الأمر الذي ردت عليه تركيا بعد أيام قليلة بإطلاقها العملية العسكرية الأخيرة في شمال سوريا مدشنة حرب جديدة بين تركيا والأكراد.

وعلى صعيد آخر، كشف مسئولان أمريكيان لوكالة أنباء "رويترز" عن أنه من المتوقع أن يطالب ترامب بتخصيص ٧١٦ مليار دولار للإنفاق الدفاعي في ميزانية ٢٠١٩ التي سيكشف عنها الشهر المقبل مما يمثل زيادة قدرها ٧٪ مقارنة بميزانية ٢٠١٨.

وقال أحد المسئولين إن الطلب سيتماشى كثيرًا مع الأولويات التي كشف عنها وزير الدفاع جيم ماتيس منذ يومين في إستراتيجية الدفاع الوطني الجديدة والتي اعتبرت أن مواجهة الصين وروسيا أبرز محاورها.

ولم تقدم نسخة البنتاجون من إستراتيجية الدفاع الوطني، وهى وثيقة غير سرية وضعت في ١١ صفحة، تفاصيل حول طريقة التحول باتجاه مواجهة الصين وروسيا لكن من المتوقع أن تعكس طلبات الإنفاق الدفاعي هذا الهدف.

وقال ماتيس إن التفوق التنافسي للجيش الأمريكي تراجع في كل مجالات الحرب ويرجع ذلك لأسباب من بينها عدم استمرارية التمويل.

يأتي ذلك في الوقت الذي شارك فيه حشود من المسلمين في الولايات المتحدة في مظاهرات احتجاجية في نيويورك قبل صلاة الجمعة، بمناسبة الذكرى الأولى لحظر السفر الذي أعلنه ترامب من عدد من الدول الإسلامية والذي أثار موجة من الغضب الداخلي والخارجي.

من كل قلبي: مما لا شك فيه أن سياسة واشنطن العسكرية، والتي تبدو متخبطة، تشعل الحروب في الشرق الأوسط، لكن الأهم هو أن سياسة واشنطن الخارجية في المنطقة باتت غير مستقرة بوجود الرئيس الأمريكي ترامب وأيديولوجيته غير المفهومة.

وغير الملف السوري، هناك ملفات متعلقة بالشرق الأوسط، من الواضح أن ترامب يريد القضاء عليها، كما اتضح جليًا في موقفه من القضية الفلسطينية، إلى جانب قضايا شرق أوسطية لم تعد تهمه في شيء وليست على جدول أعماله، كما كان عليه الحال قبل ذلك مع السياسات الخارجية السابقة لواشنطن.

نعم، مازالت أمريكا هي سيدة العالم، لكن إذا ما دخل العالم نفق الحرب العالمية الثالثة، فلا أحد يعرف كيف سيكون مصير العالم، وربما تتغير خريطة العالم سياسيًا ولن نعرف وقتها أين ستقع أمريكا ومن سيصبح القوة العظمى؟!!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط