الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإهمال يلتهم أرواح المصريين


مازال وحش الإهمال يترصد لأرواح المصريين في مختلف المحافظات، مسلسل لا ينتهي، نفاجأ دائمًا بحلقات جديدة متتابعة وكأنه مسلسل يعرض لمدى الحياة. هل يعقل أن يستمر هذا الوضع يفاجئنا بكل ما هو جديد من صور تكتمل ملامحها بالحزن والدماء؟ مصعد يتسبب فى قتل 7 من الأرواح البريئة كل ذنبها هو عدم معرفتها بسوء حالته قبل الصعود فيه أو ربما عدم معرفتها قدرة تحمله من أوزان، زيارة لمريض تنتهي بالموت. هل يعقل أن يظل الإهمال منتشر ومتفاقم بهذا الشكل المخيف؟ مستشفى يذهب الناس إليه للشفاء والتعافي يتحول إلى مقبرة جماعية لزواره، الخطأ مركب ويحتاج للوقوف والتأمل، يبدأ بتهالك المصعد وينتهي بالتسيب والإهمال.

المسئولية تقع على الجميع، مع الأسف نحتاج لإعادة التفكير في العديد من الأمور أهمها تطوير كل ما هو قديم مستعمل قبل التفكير في إنشاء مدن وأماكن جديدة، عدد المستشفيات الموجودة في مصر كبير لا يستهان به، العديد منه غير صالح للاستخدام الآدمي، يحتاج إلى إعادة هيكلة، معدات جديدة، تدريب للعاملين، أجهزة طبية حديثة، وخصوصًا في القرى والأرياف التي تفتقد للخدمات الطبية وغيرها من خدمات تشعر الإنسان بآدميته.

كم من المرضى يقفون في لائحة الانتظار يحتاجون لرعاية طبية سليمة حتى أصبحوا في احتياج لعلاج نفسي بجانب العلاج الطبي من كثرة الحزن على حالهم البائس وهم يقضون حياتهم على أمل أن يجدوا يومًا ما خدمة تعطيهم قدر من الأمل في الحياة، إهمال في الخدمات الطبية يقتل السعادة، وإهمال في المعدات يُزهق الأرواح، نحتاج إلى زيادة الاهتمام بالرقابة على الموظفين في مختلف المحافظات ونعيد تأسيس كل ما هو قديم متهالك بشكل يُؤْمِن أرواح البشر، بشكل لائق يمنع إعادة ما حدث.

مستشفى بنها الجامعي تقع تحت قيادة الجامعة بجانب وقوعها ضمن مستشفيات وزارة الصحة وضمن مستشفيات المحافظة، سلسلة من القيادات المختلفة ولم ينظر أحد لتلك المشكلات، كان من الأفضل إنذار المواطنين بضرورة استخدام السلالم للصعود والابتعاد عن خطر المصعد المتهالك، مع وجود عامل للمصعد يتحكم في استخدامه وضمان عدم التزاحم الذي يؤدي إلى القتل.

حتى لو تهجم أهالي الموتي على الجميع هل ستعود تلك الأرواح إلى أجسادها ويعودون إلى الحياة الآمنة المطمئنة؟ بالتأكيد أن الصدمة لم تكن هينة وخصوصًا لعائلة فُقد منها 5 أشخاص في حادث واحد، من الطبيعي أن يصاب الجميع بالذعر والخوف وعدم الاستيعاب، الجميع مع الحزن والصدمة يفقد القدرة على التحكم في النفس ويصدر انفعالاته بصور متباينة قد تكون هادئة وقد تكون في منتهى العنف، لا نستطيع أن نلوم المكلوم على فقيده، ومهما كانت التعويضات لن تعيد الدفء لتلك العائلات.

المهم أن نحاول جاهدين أن نوقف سلسال الدم المتتالي الناتج عن الإهمال وعدم تقدير المسئولية، وأن نعيد النظر في الموازنة الخاصة بإعادة الهيكلة قبل أن نفقد أرواح جديدة نتيجة التهالك وعدم صلاحية الاستعمال، الموضوع ليس في المصعد فقط بل في كل ما هو مستعمل لتقديم خدمات للمواطنين من إدارات وخدمات تابعة للدولة، أو في القطاع الخاص.يجب حل تلك المشكلات من جذورها، حتى يشعر الإنسان أن الدولة تقدر قيمته.. وتهتم بحياته، ومن يشعر أن المسئولية كبيرة ولا يستطيع تحملها فليرحل في سلام، ويرحم أرواحنا من المفاجآت المفزعة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط