الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يا «أهل الشر».. أين كنتم؟


هذه المرة التي ذكر فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي مصطلح «أهل الشر»، خلال افتتاحه مشروع «ظهر» أكبر حقل غاز طبيعي في مياه البحر المتوسط، أعلن بوضوح أمام الشعب المصري أن هناك أيادٍ جديدة تُضاف إلى قائمة المُخرّبين، تحاول العبث بأمن البلاد وتشكك في الانجازات التي تسعى القيادة السياسية لتنفيذها، في ظل إقبال مصر على انتخابات الرئاسة المقرر انعقادها في شهر مارس المقبل.

الرئيس وجه خلال حديثه رسالة تحذيرية شديدة اللهجة، كانت هذه المرة مقصودة لـ«أهل الشر» المسمون زورا بقوى وأحزاب المعارضة، بعد أن لمحّوا بالاستعداد لإطلاق دعواتهم لمقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة بحجة أنها تنقصها المنافسة، في الوقت الذي من المفترض أن تعد هذه الأحزاب والقوي من صانعي المادة الخام لعنصر المنافسة، وهم الأجدر بأن يدفعوا بمرشح قوي ومنافس للرئيس، يكون أهلًا لحشد أصوات المصريين.

ودعونا لا نخدع أنفسنا.. لا يوجد في مصر حزب سياسي واحد مؤهل لأن يقود الحكم في مصر، كما لا توجد قوي معارضة حقيقية - ممن يشككون في انتخابات الرئاسة - لها رصيد معقول في الشارع المصري وبين المواطنين، أو قادرة على حشد ملايين الأصوات في وقت قياسي يمكن أن تؤهل مرشحها إلى التربع على عرش رئاسة دولة بحجم مصر، بل أن كل هذه الكيانات أصبحت قائمة على عنصر المصالح الشخصية، ولا تسعى أبدا إلى الديمقراطية الحقيقية كما تدعي.

وبعودة لحديث الرئيس، الذي قال إنه من الممكن أن يطلب تفويضا من الشعب إن لزم الأمر لمقاومة هؤلاء الخفافيش إن استشعر الخطر من تجاههم نحو العبث بأمن مصر، يكون مشابها للتفويض الذي طلبه وقت أن قرر اقتلاع «أهل الشر» أيضًا بعد ثورة الثلاثين من يونيو وبالفعل نجح، والحقيقة أن الرئيس معه كل الصلاحيات منذ أن جلس على كرسي الرئاسة لأن يقاوم هؤلاء بكل الأسلحة وخلفه الشعب، وأن يضرب على رؤوسهم دون هوادة ليعودوا إلى جحورهم كما كانوا.

وأين كانت قوى المعارضة الموجودة الآن على الساحة - ذات التواجد الباهت في الشارع - عندما تعرضت مصر لمؤامرات وأزمات كثيرة على مدار 8 سنوات ماضية، وبالتحديد بعد أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير؟.. ولماذا تعتقد أن دورها ما هو إلا تنظيم سياسي يسع بكل الوسائل لبلوغ السلطة، دون أن تضع في حسبانها أن التواجد بالشارع هو ذلك الدور الأصيل الذي يجب أن تسعى لترسيخه؟.

افهموها جيدًا.. إنشاء رصيد شعبي لأي حزب سياسي قائم لا يمكن أن يتم إلا بالعمل الشعبي والتواجد بين جميع الأطياف عبر المبادرات الجادة التي يمكنها أن تبني وتعمر وتعالج المشكلات الطاحنة التي يئن منها الشارع.. وقتها تكون هذه القوى قادرة على أن تقود وتنافس بل وتحقق المعجزات من أجل تغيير الأوضاع إلى الأفضل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط