قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شوارع القاهرة تمتلئ بتماثيل زعماء حركات التحرر في أمريكا الجنوبية.. جيفارا أمير الثوار.. سيمون بوليفار قديس الثورات.. الجنرال سان مارتين محرر الأرجنتين.. وشافيز زعيم الفقراء

الزعيم عبد الناصر والمناضل جيفارا
الزعيم عبد الناصر والمناضل جيفارا

  • القاهرة تخصص حديقة الحرية بالزمالك لتماثيل الزعماء من أمريكا الجنوبية
  • خطوات زعماء حركات التحرر دائما ما أزعجت واشنطن
  • جيفارا.. ساند الثّورات والحركات التحريريّة في كل من فيتنام والجزائر وتشيلي
  • فيدل كاسترو استعان بجيفارا لتطوير الصناعات في كوبا

بمناسبة الزيارة الرسمية لوزير خارجية جمهورية فنزويلا، خورخي أرياسا، لمصر، تنظم سفارة فنزويلا بالقاهرة الأحد المقبل، احتفالية لوضع إكليل من الزهور على التمثال النصفي للزعيم القائد، هوجو تشافيز، وذلك في حديقة الحرية بحي الزمالك.ومن المعروف أن زعماء التحرر في أمريكا الجنوبية يحتلون مكانة خاصة في قلوب شعب مصر وهو ما دفع المسؤولين في مصر على تخصيص مساحات وساحات في الحدائق والميادين العامة لتماثيلهم ومنها حديقة الحرية بالزمالك والتي جمعت تماثيل لعدد من زعماء أمريكا الجنوبية، وهو ما دفعنا في صدى البلد أن نخصص مساحات أخرى على الموقع لنسرد فيها سيرهم الذاتية ومنهم هذه المرة الزعيم تشي جيفارا.

وحرصت حكومات مصر المتعاقبة على دعم وتوثيق العلاقات المصرية مع شعوب أمريكا الجنوبية وزعماء حركات التحرر في قارة السامبا للوقوف في وجه الإمبريالية العالمية.

وتمتلئ ميادين وحدائق القاهرة بعشرات تماثيل هؤلاء الزعماء الذين ألهموا شعوب العالم الثالث للوقوف في وجه الطغيان.

ومن هؤلاء الزعماء الخالدين، تشي جيفارا أحد أشهر الثّوار اليساريين، ولد في الأرجنتين لعائلة من الطّبقة المتوسطة عام 1928م، كان والده ذا أصولٍ إيرلنديّة، وأم ذات أصول إسبانيّة. وقد أصيب جيفارا في صغره بالرّبو، واستمرّ معه هذا المرض طوال حياته.

وتخرّج جيفارا في عام 1953م من كليّة الطّب في جامعة بيونس آيرس في الأرجنتين، وشارك في العديد من الثورات، وحروب التّحرير ضد الاستعمار والظّلم، وقد ترك أثرًا طيّبًا في الكثير من البلدان الّتي زارها، وصوره منتشرةً في كل مكانٍ، فنجدها في مكاتب المثقفين، وعلى القمصان والقلائد.

وكانت طبيعة شخصيته هى شخصية ثورية حيث كان لجيفارا العديد من المشاركات في الثّورات ضد الاستعمار والظّلم، فشارك في مقاومة الانقلاب العسكري في جواتيمالا في عام 1954م ومن بعدها انتقل لملاقاة الثوّار الكوبيين المنفيين في المكسيك، ثمّ التحق بالثّورة الكوبيّة حيث حاول تطبيق نظريّته الّتي تتحدث عن انبعاث الثّورات من الأرياف والجبال حتى تصل في النّهاية إلى المدن.

وقد كانت شخصيّة جيفارا الثّوريّة قد تأثّرت بالفكر الشّيوعي للزّعيم الصّيني ماو تسي تونج، إضافةً إلى تأثّره بالفكر الماركسيّ. يُذكر أنّ عائلة جيفارا، وحبّها للعدل والمساواة، ومنهاضتها للفاشيّة، كان لها أثرًا كبيرًا في تكوّن شخصيّته الثّوريّة.

استطاع جيفارا في كوبا تحقيق العديد من الانتصارات برفقة فيدل كاسترو، واستمرّت حرب العصابات الّتي خاضاها لمدة سنتين؛ نتج عنها دخول الثّوار إلى هافانا - العاصمة الكوبيّة - عام 1959م، حيث تمّ إسقاط الحكم العسكري فيها بقيادة فولغينسيو باتيستا.

كما ساند جيفارا الثّورات والحركات التحريريّة في كل من فيتنام والجزائر وتشيلي، وحاول إقامة مجموعات ثوريّة في الكونغو إلا أنّه لم ينجح في ذلك، قد كان مثلًا أعلى لثوّار السلفادور، وغالبيّة شعوب العالم المناهضة للظلم.

كان جيفارا على علم بمصيره وبنهاية كل ما يقوم به، وعلى الرّغم من علمه بأنّ الموت هو النهاية الحتميّة لأفعاله الثورية ومسيرته النضاليّة، إلّا أنّه كان يتطلّع إلى الحريّة، فموته من أجل محاربة الظّلم والاستبداد ما هو إلا المعنى الحقيقي لإيمانه بقضيته والتي يمكن تلخيصها بالقضاء على الظلم في العالم.

وبعد مشاركة جيفارا في الثّورة الكوبية ونجاحها، عهد إليه فيدل كاسترو مجموعة من المناصب الحكوميّة المهمّة، فكان رئيسًا للبنك المركزي، ومنظّمًا للميليشيات العسكريّة الثّوريّة، ومسؤولًا عن التّخطيط، ووزيرًا للصّناعة، وكذلك مندوبًا لكوبا لدى الهيئات الدّوليّة الكبرى. وضع جيفارا من خلال المناصب الّتي شغلها نظامًا اقتصاديًّا جديدًا لكوبا، وذلك حتّى لا تخضع كوبا للهيمنة الإمبرياليّة، فقام بإنشاء المصانع، وتصدّى لتدخلات أمريكا في الشّأن الكوبي، وعمل على تأميم كافّة مصالح الدّولة الكوبيّة، إلا أنّ هذه الخطوة أزعجت الولايات المتّحدة الأمريكيّة فزادت من حصارها التّجاري والاقتصادي على كوبا.

وفى النهاية مات البطل الثورى جيفارا وكانت وفاته في بوليفيا حيث شارك في الثّورات فيها عام 1967م ضد الجيش البوليفي وهو يخوض حربًا ثورية بعيدة وغير ناجحة، وفي سنة 1997، تمّ العثور على هياكل عظمية عدّة في مهبط طائرات بوليفي بعيد، وكان أحدها لتشي جيفارا، فإن لغز جثته المفقودة منذ 30 سنة قد حل أخيرًا، وتمت إعادة بقايا إرنستو جيفارا إلى كوبا، ومنح الطبيب الأرجنتيني المتوسط جنازة رسمية تليق ببطل الحرب الكوبي العظيم الذي أصبح عليه، وقد رقدت بقاياه أخيرًا في الضريح الذي شيد لأجله.