«عند بلوغه سن التسعين، كان في حوزته نحو ألف لوحة زيتية، قدرت قيمتها بخمسة وعشرين مليونًا من الدولارات، وهذا برهان قاطع على أنه كان أغنى مصور ظهر في العالم دون منازع» كان تلك التوصيفات للرسام الشهير بابلو بيكاسو.
وفي سن الثامنة حمل بيكاسو قلم الرصاص وبدأ في الرسم، وقد عمل على تعلم أسس الفن من والده الذي كان رسامًا وبرفيسيرًا للفنون في كلية الحرف اليدوية بملقة.
كان أبوه مدرسًا للفنون، وعمل باجتهاد كي يدرّب ابنه على الرسم من سن مبكرة، وأقام له معرضًا في الـ 13 من عمره.
وقد حقق الابن حلم أبيه في الطفولة، ما يعني أن الأب قد فشل في أن يكون ذلك الرسام المشهور، لكن ابنه نجح في ذلك.. وهذا يعني أن دور الآباء مهم جدًا.
وكانت الأسرة تحلم بأن يحقق ابنها نجاحه كرسام أكاديمي، بأن يتخصص في ذلك المجال لهذا أرسلته في عام 1897 إلى أكاديمية الفنون في مدريد، لكن حصلت خيبة الأمل لوالديه، لأن بيكاسو ترك الأكاديمية في أول سنة له فيها.
كان ولا يزال بعض الناس يظن أن لوحات بيكاسو التجريدية يمكن أن يقوم بها طفل في الخامسة وهذا غير صحيح، وقلة تعي جيدًا أن بيكاسو بدأ حرفته الفنية في الرسم والتلوين برسم بورتريهات واقعية فتنت المتفرجين بتركيزها العالي وجاذبيتها.
رحلة باريس
بدأت مرحلة جديدة في حياة بيكاسو عندما سافر عام 1900 إلى باريس، وقد وقع في عشق المدينة، واستقر في شقة مستأجرة مع صديقه الشاعر ماكس جاكوب، الذي ساعده في تعلم اللغة الفرنسية.
وقد انعكس وضعه المادي في تلك الفترة ونكده في لوحاته، حيث طغى مزاج اللون الأزرق عليها، وعرفت تلك الفترة بـ "الزرقاء" وسيطر عليها اللونان الأزرق والأخضر.
في عام 1904 حصل بيكاسو على المال الكافي لتجهيز استوديو دائم للرسم في باريس، والذي كان قريبًا من تجمع فناني المدينة الأكثر حداثة والكُتّاب ورعاة الفنون والأدب. وبدأ بيكاسو في هذه المرحلة يجني ثمرة طموحاته وعزمه، وفي عام 1912 كان قد اقترب من أن يصبح مليونيرًا من بيع لوحاته، وقد بدأ وقتها بخطط منهجية.
وبابلو بيكاسو، هو رسام ونحات وفنان تشكيلي، ولد في 25 أكتوبر 1881 بمدينة مالقة في إسبانيا، ويعد من أعظم فناني القرن العشرين، كما يرجع إليه الفضل في تأسيس الحركة «التكعيبية» وهي اتجاه فني ظهر في فرنسا في بدايات القرن العشرين، الذي يتخذ من الأشكال الهندسية أساسًا لبناء العمل الفني، وتوفي «بيكاسو» في 8 أبريل 1973.
في عام 1967 بيعت إحدى لوحاته بما يزيد على خمسمائة ألف دولار، وكان من المعتقد أن هذا أغلى ثمن يدفع في عمل فني لفنان لا يزال على قيد الحياة.ولم تكن العوائد المادية هي الدليل الوحيد على عظمة بيكاسو ومكانته وتأثيره، كذلك عندما احتفل «بيكاسو» بعيد ميلاده التسعين، أقيمت المعارض احتفاءً بهذه المناسبة في القارات الخمس، حتى أن متحف اللوفر أفرد معرضه الكبير «الجراند جلاري» لعرض مجموعة مختارة من أعمال بيكاسو اعترافًا وتقديرا بمكانته الفنية.