قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عصام الدين جاد يكتب: أكتوبر.. النصر والسلام المتجدد

عصام الدين جاد
عصام الدين جاد

أكتوبر قصة كبيرة لها صدى عميق في قلوب المصريين، وصدى لا يزول.
فهو انتصار ملأ الأرض بدماء الشهداء الأبرار، وملأها أيضًا بقوة وإرادة شعب أقسم على حفظ أرضه من أي تدخل، وعلى اقتلاع الاستعمار واجتثاث كل عدوان.

هذا الشعب لا ينسى قضيته، فمصر هي العروبة الكبرى، بل أم البلاد، منها ينبع السلام.
وبعد مرور اثنين وخمسين عامًا على ذلك الانتصار، تعود الذكرى لتؤكد أن النصر يتجدد دائمًا.

ومن هذا المنطلق، يجب أن نعترف بما حققه قادتنا من رؤى وخطط مهدت لذلك النجاح، فاستعادوا الأرض وفرضوا السلام، وما فعله آباؤنا البواسل عظيم، أدهش العالم ببسالة الجندي المصري وتفانيه في حماية تراب الوطن، ومهما قلنا فلن نوفيهم حقهم.

وشهد اليوم، الاثنين الموافق 13 أكتوبر 2025، مؤتمر السلام الذي حضره قادة العالم، وعلى رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الساعي إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على فلسطين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعقد اتفاقية تهدف إلى إنهاء حرب غزة من أرض السلام، شرم الشيخ.

وتعيد هذه المناسبة إلى الأذهان ما قاله الزعيم أنور السادات في خطاب النصر:
"أعرف أن الأمم العظيمة عندما تواجه تحدياتها الكبرى فإنها قادرة على أن تحدد لنفسها أولوياتها بوضوح لا يقبل الشك. كنت مؤمنًا بصلابة دعوة القومية العربية وواعيًا للتفاعلات المختلفة التي تحرك مسيرة أمة واحدة."

وقال أيضًا:
"حاربنا من أجل السلام، حاربنا من أجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام، وهو السلام القائم على العدل".

وختم بقوله:
"لم نحارب لنعتدي على أرض غيرنا، وإنما حاربنا وسنواصل الحرب لهدفين اثنين: الأول استعادة أراضينا المحتلة منذ سنة 1967، والثاني إيجاد السبل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين. هذه هي أهدافنا من قبول مخاطر القتال؛ فقد قبلناها دفاعًا عن أنفسنا وعن حرياتنا وعن حقنا في الحياة. إن حربنا لم تكن من أجل العدوان، بل ضد العدوان".

هذا الخطاب يؤكد إيمان الشعب المصري بقضيته وبالقضية الفلسطينية، فنحن شعب مسالم لمن سلم له، وليس مستسلمًا. لقد احترمنا السلام وسنظل نحترمه لإيماننا العميق بأهدافه وآثاره في الأمن والاقتصاد الدوليين.

ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، سعت قيادتنا السياسية الحكيمة، ممثلة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى إنهاء النزاع عبر جهود دبلوماسية مكثفة. كما عملت الحكومة المصرية، بمؤسساتها ووزاراتها، على نقل مأساة الشعب الفلسطيني إلى العالم، والكشف عن حجم الجرائم التي يتعرض لها الأبرياء.

وفي أبريل 2024، اجتمعت القيادة المصرية مع رؤساء المجالس والبرلمانات العربية، مؤكدة أن:
"الأولوية القصوى هي وقف نزيف الدم الفلسطيني من خلال العمل المكثف مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات الكافية لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، مع استمرار الجهود لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

ولقد أسهم هذا التحرك المصري والعربي المكثف في محاصرة الكيان الإسرائيلي سياسيًا ومعنويًا، نتيجة الرفض الأممي الواسع.
وفي هذه الذكرى، نأمل أن تثمر اتفاقية السلام 2025 التي سعت إليها مصر والدول العربية والإقليمية والدولية، عن سلام حقيقي يعيش فيه الشعب الفلسطيني ضمن دولته الشرعية، وأن يتوقف نزيف الدم الناجم عن القتل والعنف.