
"المُطلقة ست حرة.. والحياة تبدأ بعد الطلاق، نقدم لكم كورس تأهيل المقبلين على تلك الخطوة، لتعلّم مواجهة المجتمع والمتحرشين بعد الانفصال، وتحقيق الطلاق السعيد، وتعلم كيف تستردين نفسك بعد الطلاق، وآلية التعامل مع أبناء الانفصال"، هكذا أعلن مركز وليد خيري، عضو لجنة التعليم بالمجلس القومى للمرأة، عن الهدف من "كورس" التأهيل للمقبلين على الطلاق.
"كورس الطلاق السعيد للمقبلات على الطلاق، من أجل تفادي المشكلات التي تصاحب الطلاق مدته 3 ساعات، ويهدف إلى مساعدة المطلقات على بداية حياتهم الجديدة، ومُواجهة المجتمع ومواجهة أسرتها وزملائها في العمل، ويعاد الكورس تلبية لرغبة عدد كبير، ونسعى للتأكد أن الحياة تبدأ بعد الطلاق" – حسبما قال "خيري".
ويضيف "خيري" لـ"صدى البلد": "الطلاق أحيانًا يكون نعمة لكن يأبى بعض الذكور أن يجعلوه كذلك، فيحوّلونه إلى نقمة، وكذلك المجتمع الذي ينظر إلى المطلقة وكأنها امرأة لا ضابط لها ولا رابط، والبعض يتعامل معها كأنها طاعون أو وباء الكوليرا، ومع الأسف تشارك بعض النساء في هذه الجريمة، حيث تمنع زوجها أو خطيبها من قريب أو بعيد مع امرأة مطلقة وكأن المُطلقة رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه".

مُؤيدون ومُعارضون
"الكورس مفيد جدًا عشان بيساعد ستات كتير عاوزة تاخد الخطوة دي وخايفة من الأهل والأصحاب والعيلة وزمايل الشغل، رغم أنهم مُطلقون فعليًا تحت سقف بيت واحد، والأطفال بيعانوا من الصدام، والمغزى من الكورس أن الحياة لا تقف عند الطلاق"، بهذه الكلمات عبّرت "سالي.ك" متزوجة ثلاثينية عن تأييدها للفكرة ، بينما انتقد "محسن.م"، 39 عامًا فكرة "الكورس": تشجع النساء علي التفكير في الطلاق السريع، وتجعلهن لا يتقبلن واقعهن ومشاكلهن، ولا يعطون فرصة أخرى لأزواجهن".
"مؤسسة أخرى أعلنت عن كورسات لحياة أفضل بعد الطلاق، يشمل التأهيل النفسى لإزالة الآثار السلبية للطلاق ودور الزوجين وتأهيل المطلقين نفسيًا لبدء حياة جديدة سعيدة، وتأهيل الحموات نفسيًا لدعم أولادهم بشكل إيجابى، والتحكم فى المشاعر والغضب والثبات الانفعالى".
وشرحت رضوى محمد - مُعالجة نفسية بأحد المراكز- "فكرة الكورس مهمة للغاية، لأنالمُطلقة تعاني من ضغوط نفسية، وتشعر دائمًا بنظرات الآخرين، وتخاف من وصم المجتمع لها، وهذا يجعلها تلوم ذاتها دائمًا، وهو ما يفقد الحياة معناها ولا تقوم بدورها كأم لأطفال ما بعد الانفصال، ولا تشعر بوجود هدف لها بعد الطلاق، وكأن الحياة انتهت وتعيش كشخص ميت".
"تبادل القصص والحكايات وعرض قصص حقيقية لسيدات بدأن الحياة بعد الانفصال ونجحن في خلق دور لهن وإيجاد فرص عمل وتغيير النظرة المُجتمعية للمُطلقة، والتأكيد علي أنها شخصية تستطيع ان تنجح، وتجد شريكًا جديدًا للحياة أيضًا، ولم تقف عند حد الفشل خلال التجربة القديمة، بل تعلمت من أخطائها ونجحت فيما بعد"، هكذا شرحت "رضوي" فلسفة الفكرة.
وتشير "رضوى" إلى أن نظرة المجتمع للمُطلقة لابد أن تتغير، ولابد من مساعدة المطلقة على تخطى هذه المرحلة الصعبة والمؤلمة لإكمال حياتها بقوة وثبات، وألا تتعامل مع الطلاق على أنه نهاية، ومساعدتها على تكوين دوائر اجتماعية جديدة".
تأهيل ما بعد الطلاق
وفي المقابل كانت هناك مُبادرات لتأهيل ما بعد قرار الطلاق، حيث توضح نجلاء عياد، مؤسسة مبادرة إعادة تأهيل المطلقات، أن هذه المبادرة تهدف لمساعدة المرأة المُطلقة في التأهيل لاستكمال دراستها، أو إيجاد فرصة عمل، أو تأهيلها للتعامل مع أبنائها وتربيتهم، لأن بعض المُطلقات بعد طلبها للطلاق، وعندما تفاجأ بالمسئولية تقوم بتوجيه اللوم لنفسها، وتكون لديها حالة غضب من اختيارها الخاطئ لزوجها.

معدل الطلاق
أعلنت الدكتورة مايسة شوقي، نائب وزير الصحة للسكان سابقًا، أن إجمالي أعداد المُطلقين في مصر بلغ 710850 نسمة، كما أظهرت نتائج التعداد أن حالات الطلاق في الحضر بلغت 60.7%، وفي الريف 39.3%، وهناك 200 ألف حالة طلاق تقع سنويًا، وتكثر في الفئة العمرية بين 25 و30 عامًا.
ولفتت إلى أن أسباب الطلاق متنوعة ومنها ارتفاع الأسعار، وعدم التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين، وغياب المسئولية، وإدمان المخدرات، وتدخل الأهل والأصدقاء في الحياة الزوجية، مما يُسبّب تعرّض الأطفال للعنف والإهمال والتسرّب من التعليم والتشرد.