اغتيال.. «محمد صلاح» !

هم قتلة يعتقدون أنفسهم أبرياء، أعطوا لأنفسهم الحق في تبنّي حملات تشهير يرونها نقدًا بناءًا، ضد شخصيات ورموز ناجحة في مصر أوشكت على الاقتراب من أسراب الطيور المهاجرة التي تفضل العيش في موطنًا غير موطنها، تراه أكثر هدوءًا وأبعد كل البعد عن الحروب النفسية التي يقودها أعداء النجاح ضدهم، ربما وصلت إلى حد الخوض في الأعراض.

ولم تتوقف هذه الحملات ضد شخصيات بعينها، بل طالت أيضًا أسرهم وأهل بيتهم وخصوصياتهم وكل كبيرة وصغيرة في حياتهم، وكان ذلك واضحًا في الهجوم الأخير الذي شنه البعض ضد زوجة النجم المصري الكبير محمد صلاح لاعب ليفربول أثناء استقلالهما سيارتهما، التي وصفوها بـ«الزوجة النكدية» التي لا تليق بـ «صلاح»، بعد أن ظهرت بصحبة زوجها بوجه هادئ صامت يكسوه الوقار، وكأن النجم المصري وكلّهم للتحدث باسمه، أو منحهم صك الحديث عنه وعن أسرته.

إن الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الناس خاصة عالم «الفيس بوك» ورواد «تويتر» هو الخلط بين النقد والإسفاف عند تناولهم للأحداث، أو تقييمهم للشخصيات العامة، وهو دائمًا ما يقود البعض منهم إلى الخوض في الأعراض بشكل فج، رغم أن الكلمة ربما يتلفظ بها الإنسان دون أن يُلقي لها بالا ربما تكون بمثابة «اغتيال معنوي» لإنسان آخر، أو ربما تعرضه لظروف نفسية صعبة تعود عليه وعلى أسرته بنتائج لا يُحمد عقباها.

قبل أن يهاجر اللاعب المصري محمد صلاح إلى حيث يشاء دون رجعة، وقبل أن يفضّل النجم الكبير قرار البقاء فى بلاد المُغريات، علينا أن نعطي الرجل حقه وأن نكف عن الشائعات التي يمكن أن تفقده تماسكه بوطنيته ومصريته التي دائمًا يبهرنا بها عقب كل فعالية يشارك فيها وعبر عن فخره واعتزازه بها، كما لا داعي على سبيل المثال أيضًا التعليق على لحيته وتحويلها إلى أزمة دينية، لأنها أمور شخصية وخاصة، ومن سوء الأدب أن نتدخل فيها أو نعلق عليها.

كفّوا عن الشائعات والأقاويل التي يمكنها أن تهز عزيمة أي إنسان يبحث عن النجاح، كما أن اللاعب صلاح وغيره من رموزنا وعلماءنا وشخصياتنا الناجحة في مصر ثروات قومية يجب الحفاظ عليها، ولهم علينا حق التشجيع، لتحقيق المزيد من الانتصارات والنجاحات التي تصب في النهاية في صالح مصر، وتمثل صورتها في المحافل الدولية، بل وتعبر عن نجاح وإرادة أبن النيل في تحقيق الانتصارات.. كفوا عن الأقاويل المغرضة حتى لا تبحث هذه الشخصيات إلى أوطان أخرى لمواصلة إبداعاتها ونجاحاتها التي تلهث إليها جميع دول العالم المتقدم التي تقدر قيمة وأهمية هؤلاء.