الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المناهج والمرأة


حكايتي عن النظرة الدونية التي يكنها الرجل في بعض الأحيان للمرأة التي وراءها العديد من الأسباب ربما أهمها في رأيي الكتب الدراسية والمناهج التعليمية التي لا ترى النساء أو تغفل وتتغافل دورهن المميز اللائي يقمن به داخل المجتمع.

والأصل في التعليم أن يكون " تعليم بلا تمييز"؛ وفقا لتفاصيل المواطنة التي تنص على المساواة بين جميع أبناء الوطن بلا تمييز في أي شيء سواء الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة أو الدين أو الطبقة.

والمناهج التعليمية بالقطع هي الجزء الأهم من صناعة عقل التعليم، ولكن للأسف مازال هناك صور نمطية للأناث تطبع في أذهان التلاميذ منذ نعومة أظافرهم تعمق الشعور بدونية الأناث؛  مثلا في كتب المرحلة الابتدائية نجد دائما صور لرجال يعملون أما ظباط أو عمال يعملون في المصانع أو فلاحين في الحقل ولا وجود للإناث إلا فيما ندر رغم وجود الكثير من النساء العاملات في شتى المجالات العلمية والعملية بلا استثناء.

ومثلا في منهج الصف الثالث الإعدادي ورغم وجود العديد من المدافعات تاريخيا عن حقوق النساء فما زال المدافع الرجل عن حقوق المرأة هو قاسم أمين - رغم أهمية دوره بلا جدال – ولكن يتم تقديمه علي أنه المتصدر لتحسين أوضاع النساء وننسي أدوار نساء كثيرات مثل هدى شعراوي وسيزا نبراوي ودرية شفيق هذا بخلاف المدافعات عن حقوق المرأة في الحاضر.

وللأسف يتم التعميق والتأكيد على الأدوار النمطية المصنوعة اجتماعيا لكل من الرجال والنساء بدلا من التأكيد على المشاركة والتفاهم والود والتعاون.

فمثلا في منهج أولى ثانوي في درس بعنوان قيم الحياة الزوجية لإمامة بنت الحارث علي امتداد الدرس يتم التكريس لقيمة سهر النساء على راحة أزواجهم وعدم إقلاق منامهم والحرص على أموالهم ورعاية أطفالهم.

كل هذه القيم لا جدال عليها ولكن أعتقد أن أدوار النساء الأن قد تطورت كثيرا ولم تعد هذه الأدوار النمطية - التي لا نقلل منها - هي الأدوار الوحيدة التي تقوم بها المرأة لمساندة مجتمعها وأسرتها .

كل هذه الأمثلة في المناهج الدراسية وغيرها تؤكد علي التمييز ضد النساء والتأكيد علي النظرة الدونية لهن .

وسؤالي الذي أطرحه إذا كان هناك رغبة حقيقية لتغيير الصورة الدونية للنساء عند بعض الرجال داخل المجتمع ووضع المرأة في مكانها الحقيقي ألم يحن الوقت لتغيير هذا التمييز ضد النساء داخل المناهج التعليمية لتحقيق مبدأ المواطنة أولا وتحسين صورة المرأة داخل المجتمع بالتدريج ثانيا ؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط