الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان جانا


بداية أقدم أجمل التهاني والتبريكات لجميع من يقرأ هذا المقال ومن لم يقرأه أيضا بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات.

"رمضان جانا"، أغنية قديمة وجديدة وباقية، تعد لدى كثير من المصريين بمثابة هلال شهر رمضان، فبمجرد سماعها يعلم الجميع أنه تم استطلاع هلال شهر رمضان وأن غدًا بإذن الله هو أول أيام شهر الصيام، فقد اقترن إذاعتها ببداية الشهر الكريم بل ويستمر إذاعتها تقريبا طوال الشهر وفي مختلف الأوقات، حتى نصل إلى آخر يوم في الشهر الكريم لتبدأ مختلف القنوات الأرضية والفضائية في إذاعة رائعة أم كلثوم (يا ليلة العيد أنستينا)، هكذا نجد الأغنية المصرية ترافق المصريين في كل مناسباتهم، ولذا يُطلق على هذه النوعية (أغاني المناسبات).
والسؤال هنا لماذا تعيش هذه الأغنيات وتبقى خالدة نُغنيها ونسعد بها؟

الإجابة بسيطة جدًا وتكمن في انطلاق العناصر الثلاثة المكونة للأغنية من نبض الشعب، وأعني بالعناصر الثلاثة (الكلمات، اللحن، الصوت المؤدي)، فلو نظرنا إلى الكلمات لوجدنا الشاعر حسين طنطاوي نسج كلمات الأغنية بالعامية ومن مفردات يتكلم بها الشعب، انظر أيها القارئ الحبيب إلى هذه العبارات "رمضان جانا وفرحنا به"، "وفى السنة مرة تزورنا وبنستناك"، "من إمتى واحنا بنحسبلك ونوضبلك ونرتبلك"، كلها عبارات من قلب البيت المصري البسيط دون تكلف أو اصطناع.

 كلمات تدخل القلوب دون استئذان، لأنها خرجت من قلب المؤلف أولًا ثم مرت على عقله ثانيا ليرتبها ويُقفيها، ثم يقدمها للملحن العبقري ابن الأسكندرية (محمود الشريف)، ذلك الملحن الذي قدم لنا روائع لا تُنسى أذكر لحضراتكم منها: "على شط بحر الهوى، كارم محمود" و "ثلاث سلامات، محمد قنديل" و ": أحب إسمك، شهرزاد" و "لما رمتنا العين، شفيق جلال" و "بياع الهوى راح فين، محمد عبد المطلب" و "يا سيدي أمرك، وحلو وكداب، عبد الحليم حافظ" و "يا عطارين دلوني، أحلام"، وأخيرًا لا ننسى نشيد "الله أكبر" الذي وضع لحنه محمود الشريف عام 1956، ثم تم اعتماده في ليبيا نشيدًا وطنيًا حتى عام 2011.

وقد قام محمود الشريف بوضع لحن (رمضان جانا) في مقام العجم على درجة الجهركاه، مع عمل بعض الانتقالات المقامية القريبة من إحساس ووجدان الشعب المصري، ثم يأتي المطرب الشعبي (محمد عبد المطلب) ليتوج الكلمات واللحن بصوته المميز والمختلف، أضفى صوت (طِلِبْ) عبقا أصيلًا للأغنية، فقد قام الكثير من المطربين والمطربات بغناء هذه الأغنية ولا يزالون يحاولون.

 ولكن الفرق يظهر جليًا بين أصواتهم _العادية_ وهذا الصوت العملاق الرصين الدافئ، المُعبر عن طبقة البسطاء من الشعب، هؤلاء البسطاء الذين التفوا حول هذه الأغنية وأعطوها صفة الشعبية، لتصبح إحدى علامات ودلائل بداية الشهر الفضيل، حتى أصبحت كما ذكرنا تمثل بالنسبة للمصريين البسطاء هلال شهر رمضان ،،، دُمتم بخير وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط