في تحد صارخ لدعوات الشجب والإدانة بالعدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، أجرى وزير خارجية جنوب السودان، موني داي سيميا كومبا، زيارة رسمية إلى مناطق الضفة الغربية المحتلة، شملت مستوطنات في شمال الضفة، في خطوة أثارت استياء واسعًا في الأوساط العربية والدولية.
وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة دبلوماسية للوزير في إسرائيل، بدعوة من وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر، وبمشاركة المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية تساخي ديكشتاين، ونائبة وزير الخارجية شارين هاسكل.
دعم واضح للاستيطان
بدأت الجولة في مستوطنة بيدوئيل، حيث تلقى الوزير الجنوب سوداني إحاطة أمنية واستراتيجية من رئيس مجلس المستوطنة الإسرائيلي، يوسي داجان، من نقطة "ترامب" الاستيطانية التي تعرف باسم "منتزه إطلالة إسرائيل".
لاحقًا، زار وزير الخارجية منطقة شيلوه الأثرية (تل شيلو) برفقة رئيس مجلس بنيامين الإقليمي، إسرائيل جانتس، حيث استعرض معالم أثرية تعود لأكثر من 3 آلاف عام، في محاولة لتوظيف البعد الديني لتبرير مشاريع الاستيطان والتوسع.
دعم غير مشروط للاحتلال
في تصريحات مشتركة خلال الزيارة، قال داجان: "يشرفنا أن نستضيف وزير خارجية جنوب السودان في أرض الكتاب المقدس. نتشارك القيم ذاتها ونواجه التهديدات ذاتها. ونأمل أن تكون هذه الزيارة بداية لتعميق التعاون في سبيل العدالة والأمن."
من جهته، علق جانتس بالقول: "مع وزير خارجية جنوب السودان، لمسنا فخارًا تركه أجدادنا منذ ثلاثة آلاف عام. عودتنا إلى بنيامين ليست فقط عدالة تاريخية، بل مصدر بركة للعالم"، في إشارة إلى المستوطنات.
بدوره، عبر الوزير الجنوب سوداني عن امتنانه للزيارة، ووصفها بأنها "ذات مغزى كبير لبلاده"، مضيفًا: "نصلي من أجل نجاحكم واستقراركم وسلامكم. جنوب السودان صديق مقرب لإسرائيل، وسنظل كذلك."
خلفية العلاقات بين الطرفين
تعد إسرائيل من أوائل الدول التي اعترفت بجنوب السودان عقب إعلان استقلاله عام 2011، وأقامت علاقات وثيقة معه، شملت دعمًا في مجالات الأمن والزراعة والبنية التحتية.
وسبق لمسؤولين من البلدين تبادل زيارات رسمية، لكن زيارة وزير خارجية جنوب السودان إلى مستوطنات الضفة الغربية تعد الأولى من نوعها بهذا المستوى، وتحمل دلالات سياسية تتجاوز الإطار الدبلوماسي التقليدي.
رفض عربي ودولي محتمل
من المتوقع أن تثير هذه الزيارة ردود فعل عربية ودولية رافضة، باعتبارها "شرعنة لمستوطنات غير قانونية"، وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، خصوصًا في ظل تصاعد الأصوات العالمية المطالبة بإنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967.