بيبرس الجاشنكير.. «ذواق الأكل» الذي صنع تحفة معمارية
«بيبرس الجاشنكير».. لا يعرف الكثير عن تاريخ الأمير المملوكي ولا حتى عن المسجد الشهير الذي أنشأه سنة 709 هـ، في مواجهة حارة الدرب الأصفر بالجمالية، تعلوه مئذنة تشبه المبخرة، لكن الإهمال وغياب الترميم حول ذلك المسجد الأثري الهام إلى حالة سيئة.
في كتابه يصف المقريزي المسجد بقوله: « إنها أجمل خانقاه في القاهرة بأكملها، مسجد بيبرس الجاشنكير، و"الخانقاه" كلمة فارسية تعني المكان الذي ينقطع فيه المتصوف للعبادة. الكثير منا لا يعرف من هو "بيبرس الجاشنكير" والذي سمي الخانقاه باسمه، بيبرس الجاشنكير كان من مماليك السلطان قلاوون، تدرج في المراكز حتى ترقى إلى أمير وبعدها "جاشنكير" والجاشنكير هو ذواق أكل السلطان حتى يتأكد أن الأكل لا يحتوى على "سم"».
ووفقًا لوصف المقريزي: «يعد المسجد جزءا من الخانقاه التى بدأ فى إنشائها بيبرس سنة 706هـ، فباب المسجد يكتنفه محاريب يعلوها طراز مكتوب عليه آيات قرآنية، وللباب مصراعان مكسوان بصفائح من النحاس على هيئة أشكال هندسية بداخلها حشوات محفورة ومفرغة بزخارف جميلة».
ويتابع: «أما من الداخل، فيوجد بابان يؤدى أحدهما إلى طرقة توصل إلى القبة، والآخر يوصل إلى صحن المسجد المكشوف، والذى يطل عليه إيوانان متقابلان أكبرهما إيوان القبلة، الذى تغطيه قبوات معقودة ويحف به من الجانبين منوران مكشوفان للتهوية. ويغطى الإيوان الآخر قبو بنهايته الغربية منور للتهوية، أما الجانبان الآخران من الصحن فيشغلهما خلاو وأبنية مرتفعة تطل نوافذها على الصحن ويتوسط كل منهما مصلى».
ويكمل المقريزي وصفه: «أما القبة فقد فرشت أرضيتها بالرخام الأبيض والأسود كما غشيت جدرانها بوزرة من الرخام الملون يعلوها طراز خشبى محفور به آيات قرآنية، وبالقبة محراب مرتفع، وتزين أركان القبة المقرنصات، بالإضافة إلى الشبابيك الجصية المفرغة المحلاة بالزجاج الملون، والقبة مفتوحة من الجهة الغربية على إيوان مسقوف تتوسطه شخشيخة، وتتوج واجهة المسجد شرفات مسننة، أما المئذنة، فالطبقة الأولى منها مربعة وتنتهى بمقرنصات متعددة، والطبقة الثانية أسطوانية تنتهى بالمقرنصات، والطبقة الثالثة أسطوانية أيضا تغطيها قبة مضلعة».