شاهد.. خانقاة بيبرس الجاشنكير تحفة معمارية على أرض الجمالية

حينما يرتفع الأذان تدخل المسجد لتصلي.. لكن ماذا لو وجدت أعدادا كبيرة من الحمام يرفرف داخله في مشهد يبعث شعورا مريحا في النفس.. هكذا كان الحال عندما توجهت كاميرا "صدى البلد" إلى خانقاة بيبرس الجاشنكير أثر رقم 32"706-709 هجري/1306-1309 ميلادي بشارع المعز في الجمالية.

الخانقاة كعادة معظم المنشآت الأثرية الإسلامية قامت بوظيفة المسجد حتى وإن كان لها اسم آخر، إذ وجدنا بها من الداخل منبرا ومشكاوات وتعلوها مئذنة شاهقة، لكن كانت الصدمة من مشهد الإهمال بالداخل وعدم الاعتناء بنظافة الخانقاة، خاصة الممر بين المدخل حتى موضع الصلاة، وهي المساحة التي تنتشر أعداد الحمام بكثافة.

تاريخيا فإن الخانقاه أنشأه السلطان بيبرس الجاشنكير الذي بدأ بنائها عام 706هـ- 1306 م وقت أن كان أميرًا قبل السلطنة وألحق بها قبة كبيرة، وأكملها عام (709هـ-1309)، وعقب الفراغ منها قبض عليه الناصر محمد بن قلاوون، وقتله ثم أمر بإغلاقها، وواجهتها الرئيسية مبنية بالحجر وينتهى طرفها باب بالرخام وكتبت عليه آيات قرآنية بالرخام الأبيض.

وطبقا لوصف المؤرخ المقريزي، فإن الجاشنكير هو ذواق أكل السلطان حتى يتأكد أنه لا يحتوى على السم، والمسجد جزء من الخانقاه، والباب تكتنفه محاريب يعلوها طراز مكتوب عليه آيات قرآنية، وللباب مصراعان مكسوان بصفائح من النحاس على هيئة أشكال هندسية بداخلها حشوات محفورة ومفرغة بزخارف جميلة.

من الداخل، فيوجد بابان يؤدى أحدهما إلى طرقة توصل إلى القبة، والآخر يوصل إلى صحن المسجد المكشوف، والذى يطل عليه إيوانان متقابلان أكبرهما إيوان القبلة، الذى تغطيه قبوات معقودة ويحف به من الجانبين منوران مكشوفان للتهوية. ويغطى الإيوان الآخر قبو بنهايته الغربية منور للتهوية، أما الجانبان الآخران من الصحن فيشغلهما خلاو وأبنية مرتفعة تطل نوافذها على الصحن ويتوسط كل منهما مصلى.