الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رفقًا.. بـ «رئيس الوزراء»!


لا أعلم ما الفائدة التي يمكن أن تعود على ممن يشغلون أنفسهم بالحديث كل فترة وأخرى عن تفاصيل مرض المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء المستقيل هو وحكومته، أو ممن يجتهدون على شاشات التليفزيون أو صفحات الجرائد في التعليق على واقعة حلق شعره التي ظهر بها من قبل، والتي كانت جزءًا أساسيًا من مناسك فريضة الحج التي أداها رئيس الوزراء الموسم الماضي، سوى أنه تدخل غير لائق في خصوصيات وأمور الغير، لا يصّدر سوى المزيد من طاقات الإحباط واليأس، ويفتح المجال أمام دعوات التشكيك التي يتبناها دعاة التخريب والتخوين.

يسألني البعض، كيف يمكن أن يتحمل «مسئول كبير» بحجم رئيس مجلس الوزراء مسئولية 100 مليون مواطن إن كان يعاني من مرض ما؟.. هناك أجهزة رقابية في الدولة مسئولة عن تقييم أداء المسئولين في الشارع، ومكّلفة بموافاة رئيس الجمهورية بالتقارير اللازمة بالإنجازات التي حققها هؤلاء خلال فترة توليهم المسئولية، ومنذ أدائهم اليمين الدستوري أمام الرئيس، كما أن هذه الأجهزة مسئولة أيضًا عن رصد أي تجاوزات أو تقصير لكل مسئول في موقعة، بما فيهم حتى رئيس مجلس الوزراء، لذا بات الحديث عن المرض ما هو إلا حرثًا في ماء.

ولا يمكن بأي حال من الأحوال ربط واقعة مرض رئيس مجلس الوزراء بأداء الحكومة في الشارع المصري، حتى وإن اتفقنا جميعًا على ضعف أدائها أو تقصيرها في بعض الملفات على رأسها عجزها في مواجهة ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمشتقات البترولية وارتفاع أسعار فواتير المياه والكهرباء، وغيرها من الأزمات التي أرهقت المواطن البسيط من محدودي الدخل، لكن كل هذه الأمور ليست مُبررًا لأن نلقي هذا التقصير على شماعة مرض المسئول.

ليس شرطًا أن تتوافر في جريمة قتل النفس مقومات المتهم الذي يستخدم سلاحًا ماديًا لقتل المجني عليه، بل هناك سلاحًا للقتل أشد خطرًا وهو الاغتيال النفسي أو القتل المعنوي الذي يعد من أخطر جرائم القتل التي يرتكبها البعض ضد الآخرين، والذي يتعلق بالحديث عن تفاصيل مرض الإنسان أو الاجتهاد دون علم في التعليق على هذا المرض، وذلك لأن الإحساس بالمرض في حد ذاته إحساس صعب لا يشعر بمرارته سوى أصحاب الابتلاءات والعلل، ربما أن هذا الإحساس نفسه يكون أحيانًا أخطر بكثير من المرض ذاته، خاصة أن كثر الحديث عن تفاصيله.

وأخيرًا.. دعونا نعاود الاتفاق على أن هناك فئات عديدة من المواطنين يشعرون بتقصير شديد في أداء الحكومة الحالية التي كلفت بتيسير الأعمال بعد تقديم استقالتها، ويرون ضرورة التعجل بالتعديل الوزاري المرتقب، أملا في الإصلاح وتحسين أمورهم الحياتية، لكن مهما كان الأداء ضعيفا فليس له علاقة – من وجهة نظري- بمرض رئيس الحكومة، فهو يتابع اجتماعاته الدورية مع وزراءه باستمرار، ويحضر افتتاحات المشروعات القومية وفعاليات الدولة التي تقام من حين لآخر، كان آخرها حضوره مراسم أداء الرئيس اليمين الدستوري بمجلس النواب، وفوق كل ذلك فالمرض من صنع الله وليس للإنسان دخلًا فيه .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط