خارجية البرلمان تهاجم أمريكا بعد انسحابها من مجلس حقوق الإنسان

أعربت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب برئاسة النائب طارق رضوان عن قلقها إزاء القرار الذى اتخذته الولايات المتحدة مؤخرا بشأن الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لافتة إلى أنه غير مفاجئ نظرا للتهديدات السابقة والمتكررة من قبل الولايات المتحدة بالانسحاب ما لم يغير هذا المجلس من سياساته ومواقفه الرافضة للممارسات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية وسوريا المحتلة والبعيدة كل البعد عن الالتزامات التى يضعها القانون الدولى على عاتقها بمقتضى كونها دولة احتلال.
وأضافت اللجنة فى بيان لها أن هذا القرار يدشن مرحلة جديدة فى تاريخ تحيز الولايات المتحدة لربيبتها إسرائيل تعلن فيها دون مواربة دعمها الكامل لدولة إسرائيل حتى وإن أدى ذلك إلى تخليها عن مسئوليتها كدولة كبرى محورية على المستوى الدولى وعلى القيم الليبرالية التى نص عليها الدستور الامريكى.
وترى اللجنة أن هذا التحول الخطير فى سياسة الولايات المتحدة سيكون له اثره غير المأمون على مجريات القضية الفلسطينية لاسيما وأنه يذهب إلى غير رجعة ثقة الفلسطينيين فى الولايات المتحدة وربما يحول دون قبولهم لأى دور كانت تقوم به فى الماضى سواء كوسيط أو راع للمفاوضات الفلسطينية،وهو الأمر الذى يؤجج الصراع الفلسطينى الاسرائيلى ويجعل تسويته فى المستقبل المنظور أمرا بعيد المنال.
وأشارت اللجنة إلى أن الولايات المتحدة بهذا المسلك المندفع والمتحيز لصالح اسرائيل وضد حقوق الانسان قد دفعت معول الهدم لتطيح بواحدة من اهم اجهزة الامم المتحدة غير عابئة بالحاجة الماسة لهذا الجهاز المختص بحقوق الانسان فى هذه الفترة الحرجة التى يمر بها المجتمع الدولى والتى تتسم بتأجج الصراعات المسلحة ووحشية الانتهاكات التى يتعرض لها البشر فى مناطق الحروب والصراعات ومنها الاراضى الفلسطينية والسورية المحتلة.
وأكدت أن الحجة الواهية التى دفعت بها الولايات المتحدة وإدعاء انحياز مجلس حقوق الإنسان ضد إسرائيل بعد أن خصص لها أو بالاحرى لانتهاكاتها لحقوق الإنسان بالأراضي المحتلة بندا ثابتا على جدول اعماله على مدى اعوام عرف بالبند السابع وعقد لمناقشة هذه الانتهاكات دورات استثنائية كان اخرها فى ١٨ مايو ٢٠١٨ عقب المواجهات الاسرائيلية الوحشية للاحتجاجات المدنية التى شهدتها الاراضى الفلسطينية المحتلة والموقف العادل والمشرف الذى اتخذه ازاء المستوطنات والعمل على اعداد قائمة سوداء بأسماء الشركات العاملة والتي اضفت مزيدا من الضغط على الموقف الامريكى واسهمت فى ازدياد الاستياء الدولى من هذا الانسحاب.
وأشارت إلى أنه من الواضح للجميع أن مجلس حقوق الانسان لم يمنح كل هذا الاهتمام للأراضي الفلسطينية المحتلة إلا لخطورة الاوضاع الانسانية بها وعدم استجابة إسرائيل للمناشدات الدولية المتكررة فضلا عن استمرار حالة الاحتلال التى انحسرت منذ عقود عن مختلف بقاع العالم.
وأكدت لجنة العلاقات الخارجية أنها تضم صوتها لكل صوت رافض وآسف على هذا المسلك الامريكى الذى لم يراع خطورة الاوضاع والتحولات التى يمر بها العالم لاسيما منطقة الشرق الاوسط وتناشد شعوب العالم المتمدن والبرلمانات المعبرة عنها وفى مقدمتها الكونجرس الأمريكي حث الحكومات على تحمل مسئولياتها الدولية والعمل على مساندة الامم المتحدة واجهزتها المتخصصة لاسيما مجلس حقوق الإنسان وعدم الانسياق وراء الرغبات الاسرائيلية.