الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمرات الشباب .. و«دونالد ترامب» !


لا شك أن مؤتمرات الشباب التي تبنتها القيادة السياسية مؤخرًا رفعت من توقعات الشباب خاصة وأن مصر الآن في مرحلة جديدة من التوقعات والتأملات، فإما أن تكون توقعاتنا محدودة وإما أن تكون عالية أو أمامها علي الأقل هدف موحد، وعند إدارة المستقبل علينا أن نضع في الاعتبار تساؤل مهم وهو.. كيف يكون القائد؟.

التوعية بالمخاطر التي تحيط بنا لا بد وأن تكون لها خطة ترفع من خلالها قدرات هؤلاء الشباب ربما عن طريق هذه الفعاليات إضافة إلى تطبيق وتطوير المنهج العلمي الحديث لفن الإدارة، لأن هناك من الشباب من لديه القدرة على القيادة والاستيعاب، كما أنه علينا أن نقارن أنفسنا بالدول المتقدمة كاليابان وماليزيا وكوريا، ونبحث عن الأسباب التي أدت لوصول هذه الدول إلى هذا التقدم الكبير، وكيف نمت قدرات شبابها إلى هذا الحد، وعلينا أيضًا أن لا ندير البلاد بالمركزية، ولتحقيق التنمية في بلادنا علينا تغيير السياسات الاقتصادية واختيار الأكفاء من القيادات، وتوفير مقومات الدولة المدنية الحديثة سياسيًا واقتصاديًا.

مؤتمرات الشباب ظاهرة إيجابية بصفة عامة، وأي مُلتقي يجمع شباب مصر برئيسهم والذين يمثلون 60 % من حجم سكان مصر هو أمر مطلوب وفي غاية الأهمية، وعلينا أن نعي أن الشباب هم العنصر الوحيد القادر على التجديد وتقديم كل ما هو مألوف وجديد، لذا يلزم علينا أن نستمع إليهم ونعطيهم المزيد من الأمل والفرص بما يجعلهم يُعبّرون عن آرائهم بكل حرية، وعلى الدولة أن تتيح لهم ذلك بطريقة معظمة وعلمية وليس بالطريقة الاحتفالية أو العشوائية أو الارتجالية.

تسويق الصورة الذهنية بين الشباب ومؤسسة الحكم، أو تسويق صورة التفاعل بين الشباب والقائمين على السياسة، هو هدف أولي ونجاح ملموس لهذه المؤتمرات وقابل للقياس، بل ويمكننا القول إن مؤتمرات الشباب نجحت في توضيح الصورة الذهنية المقصودة، خاصة وأن هذه المؤتمرات تمتاز بالحيوية والتفاعل والاستمرارية والاستدامة والتنوع في الأماكن، وتوفر لها طاقات إعلامية كبيرة وأحيانا يكون بها لقطات مثيرة وجديرة بالاهتمام، لكن الأمر يحتاج إلى تفعيل الحياة الحزبية من الناحية الأخري، وإنشاء مفوضية للشباب تكون قادرة على العمل السياسي والمجتمعي.

المؤتمرات أيضًا لها جانب تنموي عن طريق استعراض الأفكار الاقتصادية والمقترحات من المشاركين مع استعراض الرؤى الخاصة بالمشروعات والمواقع التي يتم تنفيذها، وكذلك استعراض الجانب الوطني الهام في التنمية والحديث عن حلول للمشكلات القائمة، فربما تكون فعاليات ناجحة بشكل متوسط، كما انه نوع جديد من تواصل القيادة السياسية مع الشعب، وقد رأينا أن الرؤساء في الكثير من الدول لا يتواصلون مع الشباب أو ربما يتواصلون على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» و«تويتر»، كما يفعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتواصل مع جمهوره عبر «تويتر» فقط رغم انتمائه لدولة كبيرة بحجم أمريكا.

الأمر الإيجابي في هذه المؤتمرات يتبلور في 4 محاور، الأول مناقشة الحكومة انجازاتها عبر هذه المؤتمرات التي لا نستطيع رؤية ذلك في أي نافذة أخرى، المحور الثاني كان في فقرة "اسأل الرئيس" وفيه يتم عرض الكثير من الأسئلة التي تدور في عقول الناس، المحور الثالث وهو ما بعد المؤتمرات وهي التوصيات التي خرجت منها بتكليف لوزير أو لحل أزمة معينة، وعن المحور الرابع هو المحور التنموي ولكنه لا يكتمل سوى بعمل ورش بعد انتهاء المؤتمرات تتبني آلية تنفيذ التوصيات، لذا من وجهة نظري فكرة المؤتمرات فكرة جديدة كانت تحتاجها مصر منذ زمن لما تحويه فعالياتها شديدة الصراحة بين الرئيس والمشاركين.

وأخيرًا تواجهنا إشكالية واحدة وهي انه لا أحد يعلم من المنوط باختيار الشباب المشاركين بمؤتمرات الرئاسة، وعلينا أن نعي مقدرات مصر الشبابية فلدينا كوادر شبابية بم تشارك، قادرة على الإدارة والانطلاق عند مقارنة مصر بدولة مثل سنغافورة أو اليابان أو كوريا الجنوبية فبالنسبة للأراضي نحن نمتلك أضعافهم، وعلي سبيل المثال مصر تمتلك مليون كيلو متر مربع، منها منطقة سيناء بها 64 ألف كيلو «تايوان» مساحاتها 22 ألف كيلو متر مربع، وبالرغم من ذلك فالدخل القومي لتايوان يوازي الدخل القومي لمصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط