
الفارق بين البلدين مسافة 3397 كيلومترا، ولكن المشهد واحد والفكرة والتصميم واحد، ما يجعلك تحدق فى المشهد متفكرا فيه، ومنبهرًا به، متسائلًا: "ما علاقة أسدي كوبري نوربور بالسويد بأسدي كوبري قصر النيل بالقاهرة؟".

أصل الحكاية
التمثالان لا يربطهما فقط مجرد التشابه فى الشكل ولكن كلمة السر فى كونهما متشابهين "مصر"، فالسعى وراء استنساخ نسخة مقلدة لهذين التمثالين تعود لحالة الإعجاب التى أبهرت العالم وجعلت اسم مصر يطوف بدول العالم العربي والغربي منذ حقبة الملك نخننبو الثانى، وكان آخر ملوك مصر حكم مصر فى العهد الفرعونى.
ففى عام 1922، عندما اكتشفت مقبرة توت عنخ آمون العالم، أحدث الكشف الأثرى الضخم والفريد من نوعه انبهارا لدى شعوب العالم، وتحول هذا الإعجاب لحالة من التقليد والمحاكاة
بالاستنساخ لكى تصبح لديها هذه التحف الفنية الأثرية الفرعونية، فنجح العالم السويدي ماغنس جو فى تنفيذ الفكرة
بعد زيارته لمتحف الفاتيكان الذى كانت توجد به الصورة الأصلية لأسدي قصر النيل، ورأى
أن أنسب مكان لتصميه هو الجسر الشمالى فى ستوكهولوم، ونقل التمثالين بحذافيرهما
وبالنقوش الفرعونية الموجودة أسفلهما.

تاريخ تماثيل أسود قصر النيل
ويعود تاريخ تماثيل أسود قصر النيل إلى أواخر القرن التاسع عشر، وقد أبدعها المثال الفرنسى الشهير هنرى جاكمار (1824-1896) بطلب خاص من الخديو إسماعيل.
وجاكمار
هو المثال الذى صنع تمثال الكولونيل جوزيف سيف الذى عهد إليه محمد على ببناء الجيش المصرى الحديث، فاستوطن مصر التى أحبها
واعتنق الإسلام فصار يعرف باسم سليمان باشا الفرنساوى وأطلق اسمه على أحد أهم
شوارع قلب القاهرة وعلى الميدان، وقد تغير اسمهما بعد ذلك ليصبحا شارع وميدان طلعت
حرب، بينما انتقل تمثال سليمان باشا من موقعه فى الميدان إلى المتحف الحربي.
