الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصهيونية العالمية والهوس الجنسي


كشف فيديو لقيادي إخواني يدعى، صبري مشهور، يقيم في تركيا، دعا فيه المصريين والمسلمين، لتدعيم الليرة التركية، بوصفها الحل الوحيد لحماية الزوجات المسلمات من الاغتصاب أمام أعين أزواجهم، عن ثقافة دينية مرعبة، تختزل الدين الإسلامي في جسد المرأة، كما يكشف فيديو الإخواني عن مدى تفشي مرض الهوس الجنسي لدى التيار المتأسلم، خلال السنوات الأخيرة، إلى أن تحول هذا المرض إلى وباء ينبغي استئصاله.

وبعيدا عن دفاع هذا الإخواني عن الاقتصاد التركي، وترويجه لاستهلاك المنتجات التركية على حساب الصناعات الوطنية المصرية حتى لا تغتصب النساء المصريات أمام أزواجهم، فإن هذا الإخواني ينتهج نفس ثقافة الهوس الجنسي الذي استغلته الصهيونية العالمية ليساعدها في اغتصاب أرض فلسطين وإنشاء دولة إسرائيل خلال حرب 1948، ولمن لا يعرف ماذا فعل الهوس الجنسي في اغتصاب اليهود لدولة فلسطين، فإن التاريخ الذي لا يكذب ولا يتجمل، سطر في سجلاته، أن الصهيونية العالمية استغلت بذكاء شديد اختزال الإسلام في جسم المرأة بالترويج لشائعات، في أعقاب اندلاع حرب 1948، مفادها أن أول ما سترتكبه القوات اليهودية من فظائع، فور احتلالها للمدن والقرى الفلسطينية، سيكون اغتصاب الفلسطينيات، مع تركيز الجيش اليهودي على فض بكارة العذارى منهن أمام أبائهم.

وبالفعل نجحت حرب الشائعات الصهيونية نجاحا باهرا، ليفر العديد من الفلسطينيين من بيوتهم، ومدنهم، وقراهم، خوفا من تدنيس "أرحام" نسائهم، ليتحول بذلك كثير من الفلسطينيين لشعب لاجئ، في مخيمات غير إنسانية، في لبنان، وسوريا، والأردن، ولتتخلص بذلك القوات اليهودية من أكثر ما كانت تخشاه خلال حرب 1948، وهي المقاومة الشعبية، التي ساهمت في تمكين المصريين من إنزال الهزيمة بقوات الإنجليز والفرنسيين خلال العدوان الثلاثي على مصر في 1956.

ولكن هل يمكن إلقاء مسئولية تفشي الهوس الجنسي، لدى التيار المتأسلم في مصر، على الصهيونية العالمية وحدها دون غيرها ؟ إجابة هذا التساؤل جاءت على لسان أحد مشايخ المساجد الذي اعتدت صلاة الجمعة به. 

فقد لاحظت أن شيخ هذا الجامع، يركز كثيرا في خطبه على ملابس النساء، واستمتاع الرجل المسلم في الآخرة بالحور العين، وكثيرا ما تميزت خطبه بالإسهاب في وصف الحور العين، فيكرر أن المسلم سيكافأ في الآخرة بـ88 من الحور العين وليس ب 100 من الحور العين دون أن يكشف عن السبب، كما ينفي هذا الشيخ تماما عن زوجة المسلم، إظهار أي مشاعر من مشاعر الغيرة على زوجها وهو بصدد إقامة العلاقة الحميمة مع الحور العين في الجنة، كما اعتاد هذا الشيخ على أن يسهب في وصف الحور العين، فيؤكد أنهن لسن مثل بنات حواء، فهن لا يتعرضن للدورة الشهرية، ولا يتبرزن، وإذا ما بصقن في بحر ملحة أجاج، تتحول مياه هذا البحر لمياه حلو مذاقها.و توج هذا الشيخ تركيز خطبه على النساء بقصة لم تصل لمسامعي من قبل من أي شيخ من الشيوخ، فقد روى أن امرأة عجوز ذهبت لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقالت له، يا رسول الله، هل تبشرني بالجنة وأنا أصلي وأصوم وألبي كل التزامات المرأة المسلمة، فأجابها الرسول، لا لن تدخلي الجنة ..فغادرت المرأة العجوز مجلس الرسول وقلبها يمتلئ بالحزن، فلاحظ زوجها علامات الأسى ترتسم على وجهها فتساءل قائلا ..."ما الخطب يا زوجتي ، أراكي حزينة حزن لم أراه عليك من قبل" . فروت له ما أخبرها به الرسول عليه الصلاة والسلام، فقرر الزوج أن يصطحبها لمجلس الرسول، ليستعلم منه عن سبب عدم تبشير زوجته بالجنة، فأجابه الرسول موضحا أن زوجته فهمت خطأ مضمون رسالته، فهي بالفعل لن تدخل الجنة في صورتها الحالية كامرأة عجوز تخطت حاجز السبعين عاما، لكنها ستدخلها في هيئتها وهي في الثلاثين من عمرها، لتظل محتفظة بشبابها في الجنة لتكون على قدر المنافسة مع الحور العين، لأن سن الثلاثين يعد أفضل مرحلة عمرية في حياة النساء.

و أمام إصرار الشيخ ، على تكرار قصص تخص جسد المرأة ، خاصة و أن كثير من هذه القصص لم أسمعها من قبل إلا منه ، لذا فقررت أن أستفهم منه بعد إنتهاء صلاة الجمعة عن سبب تركيز جانب كبير من خطبه على النساء و سألته بدهشة قائلا " هل التركيز على النساء و أجسادهن يعد اليوم أولوية في وقت نعاني فيه من تخلفنا و عدم مشاركتنا في التطور التكنولوجي العالمي الذي تقوده دول لا تهتم مطلقا بملابس النساء و تعتبرها حرية شخصية" ....فتميز رد الشيخ بخفة الظل المصرية، فأجاب والابتسامة ترتسم على وجهه قائلا " عندما أتحدث في خطبتي على ضرورة الجد في العمل، و إحترام الآخرين ، و مكارم الأخلاق ،والانتماء للوطن ، و إماطة الأذى عن الطريق، و ضرورة مواكبة التطور العلمي العالمي، أجد المصلين و قد غلبهم السرحان أو النعاس، لكن عندما أتحدث عن النساء و الحور العين أجد العيون و قد" تفنجلت" ....و أنا مثل الفنان أريد من يتفاعل معي خلال وقوفي على المنبر " .

وأعتقد أن الحزن الشديد الذي أبداه التيار المتأسلم بخصوص عودة الممثلة حلا شيحة للتمثيل، رغم أن الأمر يتعلق بحرية شخصية ، يثبت أن تركيز هذا التيار على جسم المرأة، يستهدف في المقام الأول ، جذب اهتمام الشباب لحشد الشعبية، أملا في العودة للسلطة ، و لا أدل على ذلك مما قاله شيخ الجامع باللغة العامية " عندما أتحدث عن الجد ينام المصلين و عندما أتكلم عن الهزل تتفنجل عيونهم " .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط