الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. جمال القليوبي يكتب: الصحراء الغربية مستقبل مصر النفطى

صدى البلد

الصحراء الغربية فى مصر تمثل ثلثي مساحتها، حيث تحددها المنطقة المحصورة ما بين الوادي (وادي النيل) والدلتا من الجهة الشرقية، وحدود مصر مع ليبيا من الجهة الغربية، ويحدها من الجهة الشمالية البحر الأبيض المتوسط وصولًا إلى حدود مصر مع السودان جنوبًا. ويبلغ طول الصحراء الغربية من الجنوب إلى الشمال ١٠٠٠ كيلومتر، ومن الغرب إلى الشرق ٦٠٠ كيلومتر، وتبلغ مساحتها الكلية قرابة ٦٨١ ألف كيلومتر مربع، وما يُميز هذه الصحراء الشاسعة أنّ شكلها مستطيل.

وبدأت عمليات البحث والتنقيب عن البترول فى بداية الستينيات فى مناطق محدودة فى الربع الاول من الجهة شمال غرب، ووصلت قدرات الإنتاج لدى تلك المنطقة والتى تمثل ٣٠ ٪؜ من المساحة الحاليّة للصحراء الغربية والتى أصبحت تمثل ٥٦٪؜ من حجم الإنتاج الكلى الحالى فى مصر، وتمثل الطبقات الرسوبية الحاوية للنفط والغاز الطبيعى، والتى تعد من الأسهل فى التركيب الجيولوجي والتكوين الصخرى، حيث تتمثل هذه التركيبات بامكانيات واحتماليات عالية لتواجد النفط والغاز حيث تبدأ بتركيب من السطح حتى طبقات عميقة تصل أعماقها الى اكثر من ٢٢٣١٠ قدم(٦٨٠٠متر) حيث يمثل البئر الأعمق سيرًا -١ فى منطقة الضباعة والتى قامت بحفر ايني الإيطالية فى التسعينات مثالا للوصول الى كل التركيبات الجيولوجية وكذلك مناطق بدر -١ وكلبشا وسمبيتكو ومليحة.

ويبدأ التكوينات للخزانات البترولية من طبقات رسوبية لها أحقاب جيوليوجية ولكن تم نسب الأسماء الى مناطق مشهورة فى أنحاء مصرية وتمثل أول الطبقات من سطح الأرض طبقات ابو رواش المقسمة، ثم طبقة بحرية وتليها خريطة ثم علم البويب ومساجد وخطاطببه وياقوت ومديور كل تلك الطبقات حاوية للبترول والغاز الطبيعى.

ويبقى السؤال لماذا لم يتم التوسع في البحث والتنقيب عن البترول على الحدود الجنوبية الغربية، حتى امتداد حدود ليبيا والسودان، وهناك عدة عوامل تجعل العمل بالصحراء الغربية في مجالات البحث والتنقيب في هذه الاتجاهات المذكورة "صعبا"؛ أولها: وجود ألغام منذ قديم الأزل بمنطقة العلمين، وعلى امتداد الحدود الجنوبية الغربية بمرسى مطروح، والعمل فيها صعب جدا، والتنقيب مرتبط بإزالتها، وتوضح مؤشرات صادرة من وزارة البترول أنه في حالة إزالة هذه الألغام ستكون لدينا قدرات متسع من عملي الاكتشاف والتنقيب عن البترول وتعمل الدولة بمجموعة شاملة من وزارة البترول والاستثمار والدفاع والسياحة على إزالة الألغام، وتمثل عدد الألغام المتوقعة حوالي ٢٣ الف لغم ارضى تم إزاله حوالي ٧ آلاف لغم وجار إزاله باقي الألغام.

والعامل الثاني فإن طبيعة الأرض بالصحراء الغربية على الحدود الجنوبية الغربية عبارة عن كثبان رملية متحركة، الأمر الذي يشكل خطرا على الشركات الراغبة في التنقيب بداخلها؛ ونظرًا للتكنولوجيا المتقدمة من الحفارات والتى تم استخدامها بنجاح فى مناطق الربع الخالي بالسعودية وكذلك المناطق الصحراوية فى الشمال الشرقى للولايات المتحدة حيث تم التغلب على تلك الكثبان الرملية .والعامل الثالث توجه أغلب الشركات العالمية العاملة في التنقيب إلى مناطق امتياز بالبحر المتوسط؛ للبحث عن الغاز، الأمر الذي أعطى قدرة تنافسية بين الشركات الأجنبية، وأصبح الكل يسارع في العمل في المياه العميقة بالبحر المتوسط.

ولذلك فان تركيز قطاع البترول المصرى يستهدف مستقبل البحث والتنقيب عن البترول والغاز فى المناطق المتقدمة والتى تحتاج الى شركات وطنيه وخاصة فى المناطق القريبة من المنطقة الغربية للحدود الليبية، حيث تمثل الطبقات الواعد إمكانيات كبيرة للطبقات الضحلة وكذلك ذات الأعماق المتوسطة وبالتالي لا بد من عمل ورش عمل ودراسات بين الشركات العاملة فى الصحراء الغربية وتشجيع رجال الأعمال المصريين والعرب لطرح شركات فى البورصة يباع أسهمها للمصريين وتنمية الفكر الجامعى فى كليات العلوم وهندسة البترول لتركيز الابحار العالمية على دراسات الصحراء الغربية.. ان التركيز المطروح لاكتفاء مصر من سلع الوقود بزيادة إنتاج البلاد اليومي الى حجم المليون برميل يوميا، حيث يمثل هذا الرقم هدف تحقيق لتأمين الاقتصاد المصري من تذبذبات سعر البرميل الذي يؤثر سلبا على الاقتصاد، ولذا فان الصحراء الغربية مازالت الحلم والمنقذ لزيادة هدف الإنتاج لسقف المليون برميل. والى تكملة قادمة..