نسرين حجاج تكتب: فض اشتباك

امتلأ الفيسبوك بكلمات الهجر والفراق ولا ندرى هل المشكلة فى النوع رجل أم أنثى أم أنه سوء اختيار وتوافق أم أن الإختلاف فى جوهر وأساسيات التربية !!
إنها إشكالية معقدة ما بين الطرفين فكل طرف يلوم الطرف الآخر وينعته بأشد العبارات قسوة وتجريح.

مشكلة كل رجل وكل أنثى تتبلور فى عدم التكافؤ والمبالغة فى رد الفعل، وكل منهما يحاولا أن يفرضا سيطرتهما من البداية كى يكون لهما الريادة فى الحفاظ على مكانتهما كرجل أو أنثى وعادة هذا يحدث بعد مرحلة التأكد من الإعجاب.

هناك ثلاث أنواع من الشخصيات فى العلاقات العاطفية :
أولا الشخصية العنيدة والمتمردة دائما
ثانيا الشخصية المستسلمة من البداية
ثالثا الشخصية المتسيدة "الأسد" أى متسيد منذ اللحظة الأولى
الخبراء النفسيين يقولون أن النوع الأول هو النوع المثير والمميز دائما فى العلاقة لماذا ؟
لأنه مادام متمردا إذا قابل للترويض وهذا على عكس ما يعرف عنهم دائما أنهم غير قابلين للترويض ، يقول الخبراء : مادام متمردا وعنيدا فله مفتاح للإقناع فإذا كان معك الحجة ستفتح بها جميع الأبواب المغلقة.
ويحذر علماء النفس من الخوض فى العند مع هذه الشخصيات المتمرده والعنيدة لأن هذا الفعل يأتى دائما بنتائج عكسية ، بل الأصح أن نكون أنضج فكريا ونحتوى الموقف حتى يتشكل المتمرد ويكون لينا سهلا فنجعله يتفهم وجهة نظرنا أو نعطيه الحجة ليقتنع بها بل ويؤمن بها أيضا وعادة يكونون عقلانيون طيبون القلب .

النوع الثانى مستسلم من البداية فيكون مريحا مطيعا هادئا عادة ولكنه تقليدى نمطى فيمل منه الشريك الآخر لأن هذا النوع مريح فى الإختيارات "فأكل العسل يوميا يشعرك بالجزع منه" وعادة هذا يكون طلب الشريك كى يريح شرقيته كرجل وغيرته فيختار المطيع له دائما وللأسف سيجزع منه ويمله بسرعه ويطلب عكس هذه الصفات تماما فيما بعد من شريك جديد ، أما إذا كانت أنثى فهى تفضل المستسلم لها منذ البداية لأنه سينصاع لما تتمناه هى ، وهنا الإنصياع بمعنى الطاعه والتبعية وبعد هذا الإنصياع يأتى الملل وبالتالى يأتى طور التغيير لا محالة .

أما النوع الثالث فهو المتسيد بالبلدى" سى السيد" لا يقبل أى تحدى أو أى رأى اخر أو أى عناد ولا يقبل نقاش وحوار راقى بل يعتبره ويسميه "جدل" وعنده شئ من الأنانية ويحب سياسة النفس القصير وإذا قوبل رأيه برأى مخالف أو عناد فيدخل فى تحدى كبير ويكون العاند الأكبر وينعت الطرف الآخر ب"المجادل" ومن الممكن أن يكون الخلاف بسيط لا يستحق ولكنه يأخذه من باب العند والتحدى "فكلمتى لا ترد أبدا" بل ويجاهد ليستبد برأيه هذا النوع سواء رجل أو أنثى دائما يخسرون الكثيرون يخسرون قلوب أحبتهم بصدق يخسرون شخصيات ربما لن تتكرر فى حياتهم وعندما يندمون يكابرون ويقسون دوما على أنفسهم ليظهروا عكس الذى يشعرون به وهذا ينطبق على الرجل والأنثى معا وعادة يختارون الشخصيات القوية مثلهم ويعملون على تحويلها للشخصية المستسلمة المطيعة وبعد تحويلها لذلك يملونها بعد فترة لأن الإنفصام فى الشخصية حدث للشخصيتين الأولى تركت وتحولت عن طبيعتها لترضى الآخر وهذه ليست طبيعتها فمهما طالت المدة قربت النهاية .
والآخر حولها لنموذج بيتوتى برغم أن الذى أعجبته فى الأصل الشخصية والقوة والمظهر واللياقة واللباقة والأناقة فالتحويل الذى حدث ينهى على هذه السمات والصفات فى الشخصية فينطفى بريقها فى عينيه وهذا ما جنته يداه فتتحول العلاقة لسوء إختيار وهذا مدلول مغاير لصحة الواقع تماما.


أنثى وليست إمرأة
كما قرأتم أكتب أنثى وليست إمرأة لماذا ؟
لأن بالنسبة لقناعاتى الشخصية الأنثى معنى أشمل من المرأة فكلمة المرأة تجعلنى أرى سيدات البطاقة فقط أما أنثى فهى السيدة المتمثلة بكامل قواها العقلية والجسدية ومغلفة بأنوثتها لم تفقد أنوثتها بقسوة وأعباء الحياة فتجدها المكافحة المكابدة المتألمة المتحجرة المتزمتة القوية الشامخة الرقيقة الجميلة الفولاذية الناعمة الحنونة الصبورة وسأكتفى بهذه المفردات فقط حتى لا أطيل عليكم ولكن الأنثى تعنى لى الكثير والكثير وأحمل لها كثير من التقدير .

المشاعر رجل أم أنثى
من وجهة نظر الرجال سينحازون للرجال
ومن وجهة نظر الإناث سينحازون للإناث
ومن وجهة نظرى أنا ورؤيتى الخاصة أقول المشاعر متساوية بين الرجل والأنثى وعندى البرهان عندما نحضر دبوس "ونشك" به الرجل سيتألم ويقول "ااه"
وعندما نحضر نفس الدبوس "ونشك" به الأنثى ستتألم وتقول "ااه" إذا أنا أتعامل مع نفس بشرية موحدة فى المشاعر متألمة بنفس نوع الألم ونفس نسبة الألم فالمضمون واحد نفس بشرية وروح إذا المشاعر روح بغض النظر أنها متمثله فى رجل أم أنثى .
إذا معيار الإختيار مهم جدا للطرفين فيجب بعدها توحيد معانى الكلمات بينكما فإن لم تلتقوا فى معظم الخيوط فلا تقسوا على الآخر بالقسوة والإهانة وعدم التقدير نختلف برقى ونفترق برقى ويبقى بيننا الخيط الجميل الذى يربط الود بسلام .

دورة حياة العلاقة

دورة حياة العلاقة ثلاثة شهور إذا إكتملت سيكتب لها النجاح وأما إن وجدت الإختلافات الكثيرة قبل إكتمال الثلاثة أشهر سيكتب لها الفشل وستأخذ ثلاثة أشهر لتخرج من أحاسيس الألم والهجر والفراق . وهناك منشور يتداوله المحبين على مواقع التواصل لدورة حياة العلاقة يقول :
ستتبادلان الحديث ثم المشاعر ثم الاغانى ثم الصور ثم الغيرة ثم الصمت ثم البلوك .

وجهة نظرى الشخصية فى هذا الأمر وعن تجارب كثيرة ممن حولى أحسن مرحلة مرحلة "فض الإشتباك""ومرحلة اللا إدمان" وهى الراحة الأبدية للأشخاص الرومانسيين جدا بمعنى : أنه عندما ينشغل الشخص الرومانسى بعلاقاته وصداقاته بعد أى علاقة ويتجه للعمل والإنشغال ليخرج من حالة الإدمان العاطفى الذى أدمنه طوال فترة العلاقة العاطفية فهذه تسمى مرحلة تنظيف القلب من الإدمان العاطفى ، وإزالة التهديد النفسى ورجوع الإستقرار والهدوء الدائم وإستعادة وإكتساب القوة العقلية والنفسية من محنه كادت أن تعصف بحياته .
"فض الإشتباك" سيجعلكم فى توأمة جميلة متصالحه مع الأخر دائما وسر الخلطة سأذكره لمن يريد أن يقوى نفسه .

كيف تتخلص من حالة إدمان شخص أحببته
أولا إشغل أى وقت فراغ وقم فيه بعمل مهم ولتكن كورسات أو تعلم مهارة جديدة أو التطوع فى عمل إجتماعى خدمى أو خيرى ، أو من الممكن أن تربى حيوان قطه او كلب ليأخذ منك كم المشاعر المترنحة العشوائية فى هذه الفترة وستتفاجئ بإسترداد هذه المشاعر مضاعفه وسيشغلك عن التفكير ولو مؤقتا ،المهم أن يمتلئ كل وقت فراغ عندك .
ثانيا لا نستمع إلى أغانى الهجر والفراق والالم لأن هذه المشاعر الحزينه تجعلنا ننشط الألم والحزن بداخلنا ولكن هناك هرمون بداخل الجهاز العصبى يسمى الإندورفين هو مسكن للألم يفرز عن طريق الغدة النخامية وخلايا الدماغ عند تعرض الجسم لأى من مسببات الالم ولكن ولمدة ثلاثة شهور بعد فشل أى علاقة لا يرجح الاستماع إلى الأغانى التى أهداها لك حبيبك عدم زيارة نفس الأماكن التى كنتم تتواجدون فيها معا ، أو قراءة أى من الرسائل القديمة أو الحديثة والأفضل مسح أى رسالة قديمة إن كنت جاد فى التخلص من هذه العلاقة وعمل "بلوك" على المكالمات والرسائل وأى وسيلة إتصال بينكم لأنك وقت ضعفك وحنينك ستتنازل عن كرامتك وسترسل له من شدة الإشتياق فإغلق هذا الباب تماما ، إفعل أشياء جديدة تجعلك سعيدا وإن كنت من محبين السفر سافر داخليا أو خارجيا حسب إمكانياتك المادية ، لا تتحدث عن حبيبك أبدا مع أحد الأصدقاء حتى وإن صديق مشترك إغلق أى صغرة بعد مرور الثلاثة شهور الأولى مازلت ضعيف يجب إعادة كل ما سبق وحينما تتأكد أنك بمنتهى القوة إرفع أى بلوك لأنك لست ضعيفا وإن شاهدك صدفه تعامل بمنتهى الرقى وبأخلاقك الطيبة السلام لله والمعاملة الطيبة بين البشر مطلوبه وفقط .. لا تضعف ولا تعود لمن خذلك سابقا .
فلنتفائل القادم أجمل

أما إذا كانت العلاقة ناجحة فإليك ١١ مؤشر يجعلوك واثقا من نجاح علاقتك العاطفية :
🔵 يستطيع كل منكما قراءة الآخر .
🔵 يشعر كل منكما بالراحة والإطمئنان تجاه الآخر .
🔵 لا تعتمد حياة كل منكما على الآخر
🔵 عندما يشجع كل منكما الآخر ليكون الأفضل والأنجح .
🔵 أن يحترم كل منكما الآخر بشكل كلى وبشكل راقى .
🔵 عندما يتذكر كل منكما اللحظات السعيدة وتبتسموا وتفقدوا الإحساس بالزمان والمكان .
🔵 عندما يثق كل منكما فى الآخر .
🔵 عندما تكون ثقافة الإعتذار أمر سهل بين الطرفين .
🔵 عندما يدعم كل منكما الآخر بدون شروط .
🔵 عندما يحترم كل منكما إختلاف الآخر .
🔵 عندما تتكون لديكما القدرة على التسامح والنسيان .

الأمان العاطف
العقل يبنى على أخر تجربة بمعنى أنك تبنى استنتاجات وتعزز أى قناعه بناء عن أخر تجربة مررت بها فرفقا بمن أحبنا ولا نأخذه بذنب الآخر ولكن مع الإعتبار للخبرة والحكمة التى تعلمناها من كل تجربة مررنا بها.

ولو تأملنا قليلا لوجدنا السعادة قريبه جدا ولكننا نبحث عنها فى الاف الأميال البعيدة عنا ..
هونوا على أنفسكم فأنتم تختارون شقائكم بأيديكم ، كم من إختيار بعيد ناشدتم فيه السعادة فوجدتموه تعاسة وأنين وألم ... هناك إختيارات قريبة توافقكم ولكنكم لا تنظرون إليها إختاروا النجاح فهو إختيار قريب أقرب مما تتخيلوه ولكن له معايير ومهارات يجب أن تكتسبوها أولا .
وأخيرا الحياة لا تقف على رجل أو على أنثى فلا تحصروها بين قوسيهما "كفانا فض إشتباك" الحياة مليئة بألوان جميلة أخرى يجب أن تتلونوا بوشاحها المبهج وتستمتعوا بألوانها .