الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تأسيس أونروا عربية أو إسلامية واجب قومي ..!!


يبدو أن الشعب الفلسطيني سيظل يعاني خلال المرحلة التاريخية القادمة لكنه سيظل صامدا في وجه غرور الإجرام الصهيوني الذي يمارس أبشع أنواع القمع والظلم غير المبرر على الإطلاق.
كتب " بضم الكاف " على هذا الشعب أن يدفع ثمن ضعف أمة لا حول لها ولا قوة تركت العدو الصهيوني يفعل ما يشاء وهو يعلم جيدا أن أقصى الأماني العربية أو ردود أفعالها لن تتعدي الشجب أو الإدانة وأحيانا التنديد تاركين أشقاءنا في فلسطين المحتلة يعانون من الحصارَ الظالم ويفتقدون لأبسطَ مقومات الحياة.

صمود الشعب الفلسطيني أو الشعب البطل إن صح التعبير يعطي العالم دروسا حصريه في التعريف الحقيقي للصمود الأزلي، وجعل الغرب وأمريكا يفكران جيدا ويبحثان عن طريقة كيفية إذلال هذا الشعب وضياع قضيته للأبد.

وقد ظهر هذا المخطط جليا بعدما تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدارة البيت الأبيض الأمريكي وأصبح يسابق الزمن منذ أن تولى الإدارة من أجل تصفية القضية الفلسطينية للأبد وتقديم خدمة جليلة للكيان الصهيوني واللوبي الذي يدير البوصلة السياسية بالولايات المتحدة الأمريكية في تحدي صارخ للقوانين والأعراف الدولية وضاربا بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط ومتحديا المجتمع الدولي بكل بجاحة.

ترامب بدأ تصفية القضية الفلسطينية وتهميش دورها عندما أعلن بأن القدس عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر الماضي وتوصيات سريعة بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس"، وكان الكونجرس الأمريكي قد تبنى بأغلبية كبيرة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي "قانون سفارة القدس" عام 1995، ونص على ضرورة نقل السفارة الأميركية إلى القدس في سقفٍ زمني لا يتجاوز 31 مايو 1999م، إلا أن ذلك القانون تضمن بندًا يسمح للرئيس الأمريكي بتوقيع إعفاء مدة ستة أشهر إذا رأى أنه ضروري لـ "حماية المصالح الأمنية القومية الأمريكية". 

ومنذ إدارة الرئيس بيل كلينتون، والإدارات الأمركية المتعاقبة توُقّع الإعفاء تلقائيًا كل ستة أشهر، على الرغم من أنهم كانوا قد وعدوا بوصفهم مرشحين بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، لكن الرئيس الأمريكي الحالي كسر كل التوقعات وحقق حلم اليهود أولا وأوصي بتنفيذ القانون الذي تمت الموافقة عليه في عام 1995م .
لم يكتف ترامب بانتكاسة 6 ديسمبر لكنه أصر علي إكمال مخطط تهويد القدس وتصفية القضية الفلسطينية عندما قررت إدارته الانسحاب المفاجئ من تمويل الحصة المقررة لبلاده لوكالة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة لصالح شئون اللاجئين الفلسطينيين ليضع الوكالة والدول المانحة في مأزق حقيقي حتي أصبحت الوكالة مهددة بالتوقف عن الإنفاق علي أكثر من 6 مليون لاجئ فلسطيني خاصة وأن مهمة هذه الوكالة توفير الغذاء والخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين خلال العقود الستة السابقة منذ بدء عمل الوكالة في عام 1950م ، وهو الوضع الذي وضع الشعب الفلسطيني واللاجئين في مهب الريح ويزيد من معاناة شعب عاني من ويلات التهميش ومحاولات مستمر لإبادته وتغيير هوية الأرض وضياع الوطن ومحاولات مستميتة من الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية المدعومة من الغرب للقضاء علي أمة وشعب أعزل لا يمتلك سوي سلاح العزيمة والتحدي .

في الحقيقة أعتقد أن قرار ترامب وإدارته بعدم التزام بلاده بدفع المنحة التي كانت تدفعها لوكالة " أونروا " وضع الضمير الإنساني أمام تحدي كبير خاصة بعد عجز السياسة عن وضع حلول حقيقية علي أرض الواقع ووقوف الدبلوماسية العربية والعالمية عاجزة أمام إصرار وتعنت البلطجة الأمريكية وإنفرادها بقيادة العالم وتوجيه البوصلة السياسية بعد انهيار الدب السوفيتي في أواخر العقد التاسع من القرن الماضي، وهو الأمر الذي زاد من معاناة شعب أصبح الموت قاموس يومي في كل أسرة وأصبح مشرد في بلاد الله، ويحلم بالعودة الي بلادة يوما مان لكن قرار ترامب محاولة جديدة لقطع خط العودة لهؤلاء اللاجئين الذين ينتشرون في شتي بقاع العالم .

لا أستغرب انضمام الحكام العرب الي قائمة المشجعين لقرار ترامب وعصابته وألتمس لهم العذر لان صمتهم الآن هو استكمال لصمت دام أكثر من ستة عقود من الزمان لدرجة أن بعض هؤلاء الحكام نجحوا في فتح علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني وأصبح هناك علاقات بينهم وبين المحتل علاقات تشبه كثيرا الزواج الكاثوليكي حتي وصل الأمر الي ما وصلنا إليه الآن .

وبالتالي فإن الاعتماد علي الدبلوماسية السياسية التي فشلت بجدارة أمام تعنت وإصرار المجتمع الدولي في السير وراء قطب واحد يريد تقديم خدمة جليلة للكيان الصهيوني والقضاء تماما علي ما تبقي من بقايا للقضية الفلسطينية والأمل في عودة الأرض بعد ضياعها أصبح يتلاشي شيئا فشيئا، لكنني أري أن هناك آمل أقوي بكثير من دبلوماسية الأماكن المغلقة والاتفاقيات المبرمة لصالح الطرف القوي كالعادة .

أري أن هناك دبلوماسية أقوي وأكبر من الدبلوماسية السياسية وهي الدبلوماسية الشعبية التي تعتبر الحل الوحيد لإفساد مخطط ترامب واللوبي الصهيوني في القضاء علي القضية الفلسطينية ، كما أن هذه الدبلوماسية تستطيع ان تنجح فيما فشلت فيها دبلوماسية القرارات والبيانات "المعدة " داخل غرف مغلقة .

كما أن الدبلوماسية الشعبية فرصة لتوحيد عروبة الأمة عن طريق جمع أكثر من 500 مليون دولار في حالة تبرع كل مواطن عربي بدولار واحد في العام وبالتالي فإن الفرصة مواتية للاستغناء عن التعنت الأمريكي والمجتمع الدولي وحماية أبناء الشعب الفلسطيني وفتح باب الأمل من جديد أمام عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم .

أقترح أيضا أن يتم تأسيس أنوروا موازية أو أونروا إسلامية تابعة لمؤتمر التعاون الإسلامي وأن يكون للجامعة العربية دور حقيقي في مثل هذه المواقف وأن تتبني دعم صندوق الأونرو من دول المنطقة العربية خاصة الدول البترولية وأن يتم إنشاء صندوق تبرعات من المؤسسات الكبيرة الموجودة بالمنطقة العربية ، لأنه اذا تبرع كل مواطن بالمنطقة العربية بدولار واحد كل عام سيتم تجميع أكثر من 500 مليون دولار.

أقترح أيضا ان تكون أونروا الموازية أو العربية تحت إشراف مباشر من منظمة التعاون الإسلامي حتي تأخذ شكل الجدية ولضمان عدم تبديد هذه الأموال ووصولها الي أيدي جماعات تتاجر بأحلام الوطن خاصة وأن المنطقة العربية تمر بحالة من عدم التوازن خلال العقد الأخير وفوضي وعدم استقرار بعد توابع ثورات الربيع العربي الذي انكشف وتحول الي خريف بسبب أطماع الغرب وأمريكا في خيرات المنطقة العربية والتي كشف عنها بكل بجاحة دونا لد ترامب البلطجي الذي يرتدي ثوب دبلوماسي تحت مسمي رئيس اكبر دولة في العالم .

في النهاية .. أمام الدبلوماسية الشعبية فرصة ذهبية كي تدخل التاريخ من أوسع أبوابه من خلال تنفيذ مقترح وكالة " أونروا " عربي أو إسلامي أو تحت أي مسمي شرط ان تتغلب المصلحة العامة والعروبة علي المصالح الشخصية والانتصار لشعب عاني ويعاني من ويلات الغربة وأصبح مشتت بين بلاد الله .. اللهم جمع شمل العرب واحمي مصرنا الغالية .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط