الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أسامة حمدي يكتب: ماذا لو كنت محافظا للمنصورة؟

صدى البلد

سألني صديق قائلًا: دائمًا ما تكتب عن معشوقتك مدينة المنصورة وتعيد بنا الذكريات لعصر مضى ولن يعود فهل من الممكن حقًا أن تعود المنصورة لرونقها الذي تكتب عنه؟ هل من الممكن أن تتحول المنصورة إلى مدينة جميلة؟ هل من الممكن أن تصبح المنصورة قبلة السياحة الداخلية؟ وهل من الممكن أن تعود البهجة لأهل المنصورة ليستمتعوا بمدينتهم التى تعيش بجمالها في خيالك وحده؟ 

"بصراحة" ماذا تفعل لو كنت غدًا محافظًا لها؟ قلت له إن كنت من المتشائمين كالكثيرين ستقول بالتأكيد إن هذا مستحيل في ظل العشوائية والزحام وانعدام التخطيط والفساد.. وإن كنت من المتفائلين مثلي ممن لا يعترفون بالمستحيل ستقول نعم... ممكن... بل ومؤكد!!! فنظر باندهاش وقال كيف؟

قلت لو كنت محافظًا للمنصورة (وهذا الاسم الذي أفضله بدلًا من الدقهلية) فلدى عشرة مشاريع عملاقة تحول المنصورة رأسًا على عقب وتجعلها نموذجًا يحتذى به في تطوير القديم ليواكب العصر ولقد درستهم جيدًا وسألت في تفاصيلهم الكثير من الخبراء بل وشاهدت تطبيقهم على أرض الواقع في زياراتي العديدة لدول العالم لذا أتصورهم غدًا في مدينتي.

ولكن على رأس هذه المشروعات اثنان أبدأ بهما؛ الأول يريح أهل المنصورة تمامًا والثاني يسعدهم ويملأ حياتهم بالبهجة والسعادة، فالمشروع الأول الذي يريح أهلها هو حل مشكلة المرور بصورة جذرية وبلا رجعة فمشكلة المرور هى صداع المنصورة الرئيسى وأكبر معضلاتها ويزداد سوءًا كل يوم خاصة مع زيادة عدد السكان ووجود الجامعة والمراكز الطبية المتعددة وضرورة التنقل في طرق ضيقة وسط زحام السيارات بلا ضابط أو رابط.

والحل الوحيد هو إعادة تخطيط الطرق الرئيسية بالكامل ومنع جميع الميكروباصات والتوكتوك وجميع وسائل النقل البطيئة والموتسيكلات وتحديد عدد التاكسيات بنسبة الخمس أول أقل واستبدال الجميع بوسيلة انتقال واحدة فقط وسريعة جدًا كل خمس دقائق كمترو يلف المنصورة معلقًا فيبدأ من نهاية شارع الجيش ويمر بشارع البحر أو المشاية السفلية إلى حدود الجامعة الخارجية فشارع الجلاء لينتهى عند بدايته في شارع الجيش بحيث يأخذ الدورة كاملة في ثلاثين دقيقة فقط ويتوقف في ثمانية محطات فقط لمدة دقيقة واحدة في كل محطة واسعة المداخل والمخارج للحركة السريعة. 

كذلك يتم إعادة تخطيط الشوارع الرئيسية بالحارات المرورية وتوسع الأرصفة ويمنع جميع إشغالاتها وتحدد بدقة أماكن الانتظار المراقبة إلكترونيًا مع وجود عداد انتظار إلكتروني بدون عملة ويدفع عن طريق التليفون كما هو الحال الآن بالخارج، بالإضافة إلى ذلك فرض رسوم مرور باهظة تفوق بمراحل سعر تذكرة المترو وتدفع إلكترونيًا دون الوقوف لجميع السيارات الملاكي على نفس مسار المترو وتتضاعف الرسوم في أوقات الذروة لمنع التجوال المستمر بالسيارة بدون هدف أو حتى بهدف وتوجيه الجميع بلا استثناء لارتياد المترو والتريض بالمشى بين المحطة وغاية الوصول والتى لا تتعدى ٢ كيلومتر في أى إتجاه وهى رياضة تخفض الوزن وتحسن الصحة. 

ومع ذلك قفل الشوارع التجارية تمامًا لمرور السيارات كشارع العباسي والسكة الجديدة وبنك مصر والحوار وغيرهم ماعدا ١٢ ليلًا الى ٦ صباحًا للشحن والتفريغ فقط ومنع إشغالاتهم العشوائية وتبليطهم وإنارتهم بأسلوب جميل واحد يعيد عبق تاريخ ماضى المنصورة العريق ورونقه. على أن يكون التحرك للعيادات الخاصة بالكراسى المتحركة فقط من شركات خدمات خاصة على مداخل الشوارع المغلقة. 

أريد أن تنقرض السيارات في المنصورة وربما لا تستخدم إلا للسفر خارج المدينة أما داخل المنصورة فالحركة بالمترو والقدم فقط! وبعد انتظام المرور بعام تفتح حارات خاصة للدراجات ليستخدمها الشباب وغيرهم من محبي الرياضة. 

أريد نظامًا يمزج نظام سنغافورة قليلة المساحة عالية الكثافة مع أمستردام ضيقة الطرق، وهذا المشروع أعرف وأتخيل كل تفاصيله الدقيقة لمن يريد، قال وما المشروع الثاني الذي سيبهج أهل المنصورة قلت للحديث بقية فهى فكرة من خارج الصندوق تملأ حياتنا سعادة وتعيد الماضي بأحلى صوره وتزيد عليه جمالًا بجمال...!!!

كاتب المقال 
د. أسامة حمدي أستاذ علاج السكر بجامعة هارفارد الأمريكية