الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نتنياهو في سلطنة عمان..لماذا؟


الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو زوجته ورئيس جهاز الموساد إلى سلطنة عمان واستقبله فيها السلطان قابوس ليست زيارة عادية.

ولا يمكن أبدا أن تكون زيارة عادية. ليس فقط لأن دول الخليج تأخذ موقفا علنيًا من إسرائيل وترفع جميعها شعار رفض التطبيع مع تل أبيب أو استقبال أيا من قادتها.

ولكن لأن السلطنة بالذات ليست دولة خليجية عادية وإنما هى محمية إيرانية بمعنى الكلمة!

وتعتبر سلطنة عمان ظهير خليجي لإيران. كما أن العلاقات ممتدة بين السلطان قابوس ونظام الملالي الحاكم في طهران منذ عقود.

فكيف إذن يلتقي الشرق والغرب في مسقط؟ كيف لدولة حليفة لطهران الإسلامية التي ترفع شعار الموت للشيطان الأكبر أمريكا والموت للشيطان الأصغر إسرائيل أن تستقبل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي هكذا بدون خطوط حمراء أو صفراء!

القصة كلها مصالح واللاءات العربية التي كانت مرفوعة أو لاتزال مرفوعة من بعض الكيانات والدول في المنطقة تجاه إسرائيل. كلها كذب ومتاجرة رخيصة بشعار المقاومة ومساندة القضية الفلسطينية ورفض الوجود الإسرائيلي.

وزيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان وبهذا الشكل الفج وتخطيها كافة الخطوط لها ثلاثة أهداف في رأيي..

أولها أنها زيارة لوضع النقاط على الحروف في العلاقات الإسرائيلية – الإيرانية.

فطهران وعبر بوابة مسقط، أحبت أن تهدأ خواطر إسرائيل وتقلل ردة الفعل العنيفة لنتنياهو تجاهها. خصوصا وأنه كانت هناك أنباء أن إسرائيل ستقوم خلال الفترة القادمة باصطياد وضرب ميليشيات إيران في العراق، كما حدث في سوريا وانها ستصعد للغاية ضد طهران خلال شهر نوفمبر القادم بالتزامن مع العقوبات الأمريكية في بدايات الشهر.

وفي رأيي أن الزيارة كانت لإرضائه وتقديم تنازلات ايرانية لنتنياهو، وتوضيح ما خفي أمام رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي.

كما أن الزيارة جاءت لإرسال رسالة واضحة لواشنطن بعد ساعات من تصريحات محمد جواد ظريف باستعداد إيران للتفاوض مجددًا مع واشنطن شرط الاحترام المتبادل.

فإيران عبر إسرائيل وبوساطة عمانية تقطع خطوة كبرى تجاه واشنطن.

وفي رأيي ورأي كثيرين، فإن الاتصالات بين طهران وتل أبيب عبر سلطنة عمان لا تزال عند الأبواب. ولم تمرق للداخل لكن إيران فتحت ثغرة تمر منها إلى نتنياهو ولم تخجل ومن خلاله إلى الرئيس ترامب.

في نفس الوقت فإن الزيارة معبر إلى تطبيع اقتصادي كامل مع اسرائيل وتبادل تجاري معها. وهذه سكة كانت لا تزال مغلقة أمام تل أبيب في دول الخليج. لكن الان سقطت كل الحدود وذابت الفوارق ولم تعد هناك قضية أصلًا!!

فما الذي يعوق إقامة علاقات تطبيع كاملة مع إسرائيل؟

يضاف الى ذلك أن زيارة نتنياهو إلى عمان. في بلد لا يسمع صوته الا كل مدد طويلة. الغرض منه سماع رأي نتنياهو عما سيسمح به في المفاوضات النهائية مع الفلسطينيين إن عاد مجددًا لهذه التسوية السياسية وقبل بصفقة القرن التي تعرضها واشنطن.

وعليه يمكن اعتبار زيارة نتنياهو لسلطنة عمان

زيارة عاصفة معبأة بالرسائل والدلالات والخطى..

ولا مجال بعد ذلك للاعتراض أو ترديد إكليشهات فارغة. ليعيش الجميع ويبحثوا عن مصالحهم. اما غير ذلك فلا؟!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط