لم يكن الأخوات "ميرابال" يدركن أن نضالهن ضد حكم نظام رافائيل تروخيلو لجمهورية الدومنيكان، سيخلد أبد الدهر، ويكن لهن ذكرى سنوية يحتفل بها العالم تحت مسمى اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
واختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر يومًا عالميًا للقضاء على العنف ضد المرأة، بهدف رفع الوعي حول مدى حجم المشكلات التي تتعرض لها المرأة حول العالم مثل الاغتصاب والعنف المنزلي وغيره من أشكال العنف المُتعددة.
فما قصة الأخوات ميرابال؟
الأخوات ميرابال هو اسم الشهرة للشقيقات الثلاث "باتريسيا وماريا مينريفيا وأنطونيا"، كن معارضين لنظام حكم الديكتاتور رافائيل تروخيلو، الذي كان يحكم الدومنيكان بقبضة من حديد في خمسينات وبداية ستنيات القرن الماضي.
كان أبوهم رجل أعمال ناجح، وكن يعشن حالة مادية ميسورة، فشكلن حركة معارضة لنظام تروخيلو عرفت باسم حركة الرابع عشر من يونيو، وضمت الشقيقات اللاتي كن يتمتعن بحيوية وطلاقة جعلت الجميع يطلقن عليهن لقب "الفراشات".
لم يهنأ الشقيقات الثلاث كثيرًا، فسرعات ما تم القبض عليهن من قبل نظام تروخيلو، وجرى سجنهن والتنكيل بهن، وبعد ذلك تم الإفراج عنهن، إلا أن الإفراج لم يدم طويلًا، حيث تعرضن لعملية اغتيال وحشية يوم 25 نوفمبر من مجهوليين اتضح فيما بعد أن نظام تروخيلو يقف عملية الاغتيال.
نتيجة لذلك، سقط نظام تروخيلو باغتياله بعد وفاة الشقيقات بـ 6 أشهر، وقمت شقيقتهن الرابعة بتخليد ذكراهن في متحف للراحلات يضم مقتنياتهن.
وتكريًما لهن حددت الأمم المتحدة في القرار رقم 54 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، إذ تم إقرار هذا التاريخ رسميًا في 17 ديسمبر 1999.
وتحيي منظمة الأمم المتحدة وجمعيات حقوق المرأة، سنويًا ذكرى اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وتنطلق في هذا اليوم مسيرات احتجاجية في شتى البقاع، للتأكيد على ضرورة وقف العنف ضد المرأة.
ورياضيًا، أحيا الدوري الإيطالي ذكرى اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وظهر لاعبو فريق إسي روما واودينيزي الإيطاليان أمس السبت، في المباراة التي جمعت بينهما في الدوري، وعلى وجوههم خط أحمر، للتعبير عن تضامنهم مع المرأة.
كذلك ظهر المدربون وطاقم التحكيم وعلى وجوههم تلك العلامة الحمراء.
وأصبحت قضية العنف ضد المرأة من القضايا الملحة في إيطاليا بسبب حادثتين مروعتين في أسبوع واحد، الحادثة الأولى كانت حين قام رجل بتقييد زوجته السابقة وإشعال النار في منزلها مما تسبب في قتل ابنهما البالغ من العمر 11 عاما بسبب الحريق، أما الحادثة الثانية فكانت بسبب سفر رجل إيطالي إلى إسبانيا من أجل التمكن من رمي (مادة كاوية) من الحمض في وجه صديقته السابقة.