الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذئب إسرائيلي عجوز.. ووحش إيراني


المقارنة بين إسرائيل وإيران خلال السنوات العشر الأخيرة أصبحت حتمية. ليس فقط على مستوى صانع القرار في المنطقة العربية الذي يحس بوطأة الأنفاس واقتراب الخطر ولكن على مستوى الشارع. بعدما أعاد الظهور القوى للامبراطورية الفارسية في المنطقة بعد سقوط بغداد عام 2003. أسئلة عديدة حول حدود الطموح الإيراني ومخططات طهران في المنطقة وعما إذا كانت طهران ستصبح بديل إسرائيل في القرن الـ21.

والحقيقة أن ما قامت به إسرائيل في أربعينيات القرن الماضي وبالتحديد وقت النكبة سنة 1948 واجتياح فلسطين واحتلالها. وما تبعته وقت النكسة سنة 1967 من الدخول إلى أربع بلدان عربية تعيده إيران بشكل أبشع في المنطقة.

فإسرائيل استوطنت فلسطين، ومنذ أكثر منذ 70 سنة وهى تقوم بممارسات استعمارية وحشية داخل فلسطين بعدما قامت دولة على دولة أخرى كانت قائمة. ولليوم يعانى الفلسطينيون جراء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم لبلادهم ويناضلون من أجل استعادة ولو شبر حقيقي كامل السيادة من أنياب تل أبيب.

إسرائيل في عام 1967، أكملت مخططها آنذاك الهادف إلى تأمين حدودها فقامت بالتوسع جنوبًا واحتلت سيناء إلى حين طردها منها بعد حرب اكتوبر 1973 ثم ذهبت شمالًا واحتلت هضبة الجولان السورية، ولم تخرج منها إلى الآن وان كانت قد تراجعت بعض الكيلومترات منها بعد حرب 1973. ثم توسعت في الضفة الغربية لنهر الأردن ثم اجتاحت القدس، وإلى أن جاء عام 1982 وقام شارون باجتياج بيروت ثم الاستقرار في جنوب لبنان ومزارع شبعا اللبنانية لأكثرمن 25 عامًا.

ومن يومها عملت تل أبيب على تعزيز وجودها فيما وصلت اليها يداها. أما البلد الوحيد الذي خرجت منه فكانت مصر بعد حرب وإتفاقية سلام.

الخلاصة أن الذئب الإسرائيلي المحتل، اكتفى من وقتها بعدم فرد أقدامه أو مد أنيابه أكثر مما وصلت اليه وبدأ يعافر لتظل هيمنته قائمة، حتى وصل عمره الآن إلى 70 عامًا، وأدرك أنه لم يعد يقوى على احتلال أرض جديدة، حتى ولو كانت المناطق العربية أمامه مريضة مخترقة مفتتة وهو له دور أيضا في ذلك ليس وقته الآن.

المصيبة أن ما قام به الذئب الإسرائيلي قبل عشرات السنين، كان هناك وحش وليد في طهران يرى أن بإمكانه تكرار خط سير تل أبيب ومد الأقدام والأنياب ناحية العواصم العربية وتحقيق مكاسب مشابهة.

وعن طريق إرهابي أكبر قاد ثورة دينية مقيتة متحللة في طهران سنة ،1979 خطط الخميني لاستعادة وهج الامبراطورية الفارسية القديمة. ليس حضاريًا ولكن طائفيًا ومذهبيا. وجاءت ثورة إيران لتضع في بنودها الرئيسية مادة عن التمدد الثوري تتيح لقوات الملالي الخروج الى الشرق والغرب من حدود بلاده لنشر ما توهم هذا العجوز آنذاك أنها ثورة إسلامية مجيدة وهو المبعوث الجديد لنشرها.

ووضع الخميني الذي عاد لطهران بعد سنوات من منفاه في فرنسا، أسس تمدد شيعي فارسي على حساب البلدان العربية المجاورة والبلدان الإسلامية التي تحيط به هناك في وسط آسيا.

وكما فعلت إسرائيل وجاءت الفرصة لإيران بسقوط بغداد عام 2003 وزوال حكم الرئيس الأسبق صدام حسين، وجد ملالي طهران الفرصة للعبور على الجثث العراقية للخارج. بعدما أجج حربا طائفية رهيبة في بغداد 2006-2008 سقط فيها عشرات الآلاف. وبعدما استباحت عناصر استخباراته العراق وقامت بتأسيس عصابات وميليشيات يصعب تصورها عقائديا ومذهبيا وتسليحيًا.

فعبرت إيران العراق في طريق تحقيق حلم استعماري لعجوز هرم واراه التراب، بعدما تجرع كأس السم سنة 1988 بنهاية الحرب العراقية – الإيرانية، وكانت البداية بتسمين ميليشيا حزب الله بقيادة حسن نصر الله، تحت شعار مقاومة إسرائيل أمام الحقيقة فكانت إخراج إسرائيل وتوطين إيران في بيروت أرض الصبايا والجمال.

ومن العراق إلى لبنان، جاءت ثورة سوريا لتؤجج الحلم الإيراني الاستعماري فدفعت إيران اليها بأكثر من 200 ألف عنصر ميليشياوي ومرتزق يحاربون في صف بشار الأسد ليس بغرض استعادة الدولة والقضاء على الثورة ولكن لتحقيق حلم الهلال الشيعي الذي يمتد في نصف قوس من طهران إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان!

يقابله في الجنوب محور ممتد من طهران وعبر الخليج العربي إلى سلطنة عمان إلى اليمن. التي وجد فيها ملالي طهران فرصة للاطباق على منطقة الخليج من فوقها ومن تحتها وهو الوضع الموجود الآن.

فكان هذا قدرنا، وهى قصة حزينة وليس مقالا سياسيا أن يركن الذئب الإسرائيلي إلى مرتعه مكتفيا بما وصلت اليه يداه. فيتقدم وحش إيراني يقضم من المنطقة ما تصل اليه أنيابه!

وإذا كانت دولة إسرائيل بلا حدود معروفة محددة إلى الآن فإن طهران تحت حكم الملالي والميليشيات التابعة بدون أفق نهائي.

فلا أحد يعرف للحظة متى يتوققون عن تجنيد الميليشيات واجتياح الدول بالخونة والمرتزقة.

ويا أيها العرب الواقعون بين أنياب الذئاب والوحوش سلام عليكم.. وبركات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط