الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جيهان جادو تكتب من باريس: فرنسا علي صفيح ساخن

صدى البلد

منذ أن قامت المظاهرات في فرنسا علي أيدي النقابات العمالية التي تنادي بتحسين الأوضاع الخاصة بالعمال، وأيضا اعتراضا علي بنود قانون العمل وبالرغم من تصاعد الإضرابات والوقفات الاحتجاجية، وأيضا أدت في بعض الأحيان لشل حركة القطارات ومشكلة السكك الحديدية كل هذا مع فرض ضرائب علي شريحة معينة من المواطن الفرنسي واستثناء الأغنياء من تلك الضرائب، ومؤخرا الزيادة في أسعار الوقود والكهرباء تلك القشة التي قصمت ظهر البعير، وسط تجاهل وعدم اكتراث من الحكومة الفرنسيه وأيضا وسط عناد من ماكرون رئيس الدولة أدي إلى مشهد دامي في شكل المظاهرات الأخيرة التي تفاقمت في محيط أهم أحد شوارع باريس، وهو الشانزليزيه هذا الشارع الذي يأتيه السياح من كل بلدان العالم لما له من قيمة تاريخية لاحتوائه علي أهم رمز لحضارتين عريقتين.

قوس النصر الذي يرمز لفرنسا والتي تقابله من الجانب الآخر منه المسلة المصرية، أعمال عنف غير مسبوقة ضرب وتدمير وإحراق سيارات وكانت فرنسا تحولت الى شوارع عصابات مسلحة ومطاردة، من قبل أفراد الشرطة والمتظاهرين دائما نحن نضرب المثل بأن فرنسا بلد الحريات والتعبير بسلمية وفي شكل حضاري، لكن ما حدث في الآونة الأخيرة غير كل المفاهيم التي عهدناها في بلد تقدس الديمقراطية.  

نحن أمام تصاعد ومطالب للمتظاهرين جميعها شرعية وأيضا أمام مشهد تسلل لبعض العناصر المخربة غيرت مجري المشهد من مجرد المطالبة بحق إلي تخريب واعتقالات وإصابات فنحن أمام مشهدين متناقضين.

ولا نعلم من هو المستفيد، تلك المظاهرات التي ليس لها قائد وتم الإعلان عنها برغبة من الشعب نفسه من حول تلك المظاهرات السلمية إلى أعمال عنف أنا أعلم جيدا طبيعة الشعب الفرنسي المحب لبلده، هل هو موجة غضب أم استشعار بالتجاهل التام من رئيس يتعمد المضي في سياسات خطأ؟، هل للأحزاب السياسية دور في ذلك؟ القارئ للمشهد يعلم جيدا أن المظاهرات في مضمونها اقتصادي لتحسين الأجور وزيادة الرواتب وأيضا تقليص الضرائب إلا أنه لا يخفي أبدا علي الأذهان ما تقوم به بعض القوي السياسية للتحريض علي تلك التظاهرات وعلي تغيير الوضع في فرنسا واحراج ماكرون أمام العالم.

إنني أري أن الأمر خطير لأنه لم يتحدد فقط علي أنه مجرد مظاهرات احتجاجية لكن الخوف كل الخوف أن تصبح عدوى تضرب أرجاء أوروبا كلها، واتضح ذلك من اندلاع هذه المظاهرات في بلجيكا وهولندا وغيرها من بلدان أوروبا. 

هل يا تري تعلم الغرب شيئا من ثورات الربيع العربي وما حدث من دمار وتشتيت لمعظم الدول العربية ومحاولة للتقليد؟ . أم أن الغضب وسوء الحكم هو كان القاسم المشترك مابين الغرب والعرب.  أعلم أن الظروف والبيئة مختلفة تمام الاختلاف مابين ثورات الربيع العربي ومظاهرات الخريف الأوروبي. فالفرق كبير بين ثورة ومظاهرة إلا أن الهدف واحد هو الإصلاح والتطوير والتغيير.

فهل سيفهم الغرب أن التدمير لا يغير ولا يطور . الإصلاح يأتي بالبناء وليس والتدمير والتخريب. 
 
علي ماكرون مسئولية كبري ليس هو فقط وعلي رؤساء أوروبا أجمعها أن يكونوا علي قدر المسؤولية والا ستتحول أوروبا إلي منطقة خطرة وستحذر الدول العربية رعاياها من السفر لأوروبا. كما قامت أوروبا من قبل بالتعامل مع ملف الثورات العربية.