الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد قرار العفو.. صدى البلد يتتبع خطى أقدم سجين في مصر: عودة مصحوبة بالمخاوف

أقدم سجين في مصر
أقدم سجين في مصر كمال ثابت

45 سنة قضاها كمال ثابت عبد المجيد أقدم سجين في مصر داخل غيابات سجن المنيا المشدد جنوبي مصر، قبل أن تعلن وزارة الداخلية قطع العقوبة والإفراج عنه، ضمن عفو رئاسي شمل نحو 236 سجينًا، من بينهم كمال ثابت الذي تعدى عامه الستين.

لم تشفع له تلك السنون أمام أبناء عمه بعد أن قتل كمال والده وجده بسلاح إثر خلافات عائلية في قرية الديابات بسوهاج منذ أكثر من 45 عامًا، وتحديدًا في عام 1973، كان عمر كمال آنذاك نحو 18 عامًا، حسبما روى عثمان أحمد وهو اسم مستعار لمصدر قريب الصلة من عائلة كمال ثابت - فضل عدم نشر اسمه بسبب حساسية موقفه.

عودة كمال إلى موطنه الأصلي في قرية الديابات غير واردة، لكنها أيضًا ليست معدومة، حسبما أكد مصدر آخر من أولاد "ناصر" – اسم عائلة كمال – "مسألة رجوعه القرية فيها احتمالات كثيرة".

المصدر الذي أبدى تحفظًا شديدًا في كلامه، قال لصدى البلد إن " مكان بيت كمال الذي هجره قبل 45 سنة غير مهيئ له، الله أعلم ممكن يرجع أوالحكومة تعطي له مكان آمن أفضل، لأنه دخل السجن بسبب قتل عمه وجده، فأقاربه مضايقين من وجوده وصعبان عليهم اللي حصل"، لكن المصدر تدارك حديثه قائلًا " لكن مفيش حاجة هتحصل إن شاء الله".

غير أن "عثمان أحمد" أكد في حديثه إلى صدى البلد أن عودة كمال ثابت إلى قرية الديابات مستحيلة، لأنه قد يواجه عقوبة الثأر من أبناء عمه المقتول "اللي بقو رجالة كبار دلوقتي ومش هيرضوا غير بالثأر"، حسبما يقول.

وما يُضعف من احتمال عودة أقدم سجين في مصر إلى قريته، أنه ليس له إخوة أو أولاد، فهو لم يتزوج بعد، إذ دخل السجن وهو ابن ثمانية عشر عامً، فلم يعد له ظهير يحميه، أو أقارب شديدي الصلة به، ، وتغيرت معالم القرية التي تركها كمال، و"راح بيته في الوبا" حسبما قال اثنان من أهل قرية الديابات لصدى البلد.

ويقول عثمان أحمد قاطعًا كل الاحتمالات "كمال مش هيرجع وهيقعد عند أقارب له خارج الصعيد خوفًا من الثأر".

يُعد الثأر ظاهرة اجتماعية تتفشى في محافظات صعيد مصر، وتتصدر محافظات سوهاج وقنا والمنيا وبني سويف محافظات الصعيد في جرائم الثأر، وتبذل الأجهزة الأمنية بمساعدة جمعيات أهلية جهودًا للحد من جرائم الثأر التي يقارب عدد القتلى بسببها ضحايا حوادث الطرق، حسب إحصائية رسمية نشرتها وكالة الأنباء الكويتية عن جرائم الثأر في مصر عام 2004.

في نفس السياق، أكد "حسن" تاجر أقمشة في قرية الديابات في حديثه لصدى البلد أن مسألة الأخذ بالثأر انتهت من القرية، "فالآن أقارب وأولاد عم كمال متعلمين ومثقفين ولا يفكرون في الأخذ بالثأر، فهي مسألة عفا عليها الزمن".

وأفرجت وزارة الداخلية على أقدم سجين في مصر كمال ثابت ضمن عفو رئاسي شمل 236 سجينا. ودخل كمال السجن في عام 1973 على خلفية قتل والده وجده بسبب خلافات عائلية، وقضى كمال عقوبته داخل سجن المنيا المشدد، وكان يتردد على زيارته أحد أعمامه المقيم حاليًا في سوهاج بعيدًا عن قرية الديابات، حسبما قال مصدر بالعائلة.

وقرية الديابات هي إحدى قرى مركز أخميم بمحافظة سوهاج، وبها 13 عائلة، ينتهي نسبهم جميعًا إلى شخص يدعى "دياب" جاء إلى القرية قادمًا من شبه الجزيرة العربية، وجميع أهالي القرية تربطهم علاقات قرابة ونسب يصل إلى الجد "دياب"، وأشهر عائلات القرية، ناصر وحمد، وفق ما ذكر مصدر بالقرية، ويبلغ عدد سكانها 12 ألف نسمه حسب إحصاءات سنة 2006.